«في الاحتكار».. والتصدي له

في التسعينيات من القرن الماضي، كانت الحكومة الأمريكية تراقب سوق الحواسيب، وبالتحديد أنظمة التشغيل، فقد كان السوق مفتوحاً للمنافسة، وكانت هناك فرصة لأكثر من نظام ليحصل على حصة من السوق، لكن هذا كله بدأ يتغير بوصول نظام ويندوز 95 من مايكروسوفت الذي كان البداية الفعلية لاستحواذ الشركة على سوق أنظمة التشغيل.

تفوق نظام ويندوز في السوق لم يكن مشكلة في حد ذاته، لكن استغلال مايكروسوفت لهذا التفوق للإضرار بالمنافسين كان مشكلة، وهكذا كان على الحكومة الأمريكية التدخل لحماية المنافسين وهذا بدوره سيكون في صالح الأفراد، لأن السوق سيوفر لهم خيارات أكثر.

قرأت أخيراً خبر منع الحكومة الأمريكية لاتفاقية استحواذ على شركة تبيع شفرات حلاقة، حيث إن شركة كبيرة أرادت شراء الشركة الصغيرة والجديدة في السوق، لكن لم تستطع، لأن الحكومة تخشى ألا تكون هناك منافسة في السوق، وفي خبر آخر رفعت الحكومة قضية على فيسبوك لفك ارتباطه بخدمتَي واتساب وإنستغرام، الخدمتان استحوذت عليهما فيسبوك قبل سنوات، ووافقت الحكومة على هذه الصفقات لكن الآن تجد مشكلة في أن فيسبوك لا يترك مساحة للمنافسين.

كل هذه القضايا تحدث في بلد بعيد عنا لكن لها أثر في العالم، فالشركات التقنية الأمريكية لها يد في معظم الدول وشركات الإنترنت بالتحديد، تنافس كل الشركات التي تعمل في المجال نفسه عالمياً، ويمكن للشركات أن تجد نجاحاً إن قدمت خدمة لسوق محدد وبلغة محلية، لكن لا شيء يضمن عدم دخول شركة أمريكية كبرى للسوق نفسه، هذا ما حدث هنا، وسيحدث ما لم يكن هناك رادع.