الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مجتمعات متغيرة ونفحات رأسمالية

تتأثر منطقتنا هذه الفترة بمجموعة من الأفكار البشرية والآراء المستحدثة والأيديولوجيات، وهو أمر طبيعي مع حالة التغيير الاجتماعي المتسارع الذي تشهده المجتمعات من حولنا.

فبعد أن كانت التكنولوجيا في عصر مضى هي المتحكم بعملية التغيير اختلف الوضع اليوم، ليكون دافعاً لتغيير منبثق إلى وضع صحي حرج ومصالح اقتصادية بحتة، وعولمة لا تزال تلقي بظلالها على بنى المجتمع المختلفة.

عملية التغيير الاجتماعي تترنح ما بين فكر ماركسي، يفيد بأن الظروف المادية لطريقة المجتمع في إنتاج وإعادة إنتاج وسائل الوجود الإنساني أو اجتماع قدرته التكنولوجية والإنتاجية مع علاقات الإنتاج الاجتماعية، تحدد بشكل أساسي تنظيم المجتمع وتطوره.


وبين فكر يرى أن العوامل المادية وحدها لا تستطيع تفسير طبيعة المجتمع بوجه عام بما في ذلك المجتمع الرأسمالي والتغيرات التي تطرأ فيه، فعالم الاجتماع «ماكس فيبر» يعتقد أن البناء الفوقي للمجتمع الغربي والأيديولوجية الاجتماعية هي أساس تحوله المادي والتكنولوجي، ويقصد هنا الحركات الدينية الإصلاحية التي ولدت الظروف السيكولوجية والاجتماعية الملائمة لظهور الرأسمالية الغربية.


وما بين تغير الأنماط الفكرية والمادية في المجتمعات وارتفاع نبرة الفردانية وسطوة الفئات المنتجة يُطرح على حرج شأن «الهوية» ومآلها، وسط تداخل مفاهيم التعددية والانفتاح المطلق على الآخر، وهيمنة رأسمالية العولمة المتمثلة في ثورة الاتصالات الكبرى.

وفي بيانات تنتقد ذلك، لعلني أختصر هنا ما جاء في «إعلان براغ» الصادر عن منتدى الحوار الحضاري العالمي عام 2000، والذي حدد المشكلات التي تشبه مشكلات اليوم في ضرورة صياغة مجموعة قيم أخلاقية تمثل الحد الأدنى، الذي ينبغي أن تلتزم به الحكومات والشعوب وتحترمه، والاتفاق على معايير عالمية لاحترام التعددية والتنوع الإنساني إلى جانب أهمية الحفاظ على الهوية المحلية.