الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جرائم مصورة

تُعْرض بين الفينة الأخرى مقاطع بشعة يقوم بنشرها بعض من ماتت قلوبهم وضمائرهم، حيث يقومون بتصوير أعمال إجرامية بلذة وسعادة ونشوة ثم ينشرونها دون اكتراث لمشاعر الناس والمجتمع والضحية.

والمؤلم، حقاً وصدقاً، عندما تكون الجريمة بشعة للغاية أو تتعلق بطفل صغير أو فتاة لا حول لها ولا قوة، أمام مجرم خبيث وهو يشعر بالنشوة والفرح، لأنه تمكن من إرضاء الشيطان ونفسه الأمَّارة بالسوء ومرضه النفسي، وهنا نتساءل: ما الذي دفع هؤلاء إلى هذا التردي الخطير؟.. أيعقل أن يهوي العقل والضمير إلى هذه الدركات السحيقة؟.. ألا يردهم الإيمان أو بقية حياء من الله؟.

إن تصوير المجرم لجريمته من المسائل قليلة الوقوع في مجتمعنا ولله الحمد، ولكن لا بد من الحزم الشديد مع هؤلاء.. صحيح أن الجريمة جريمة سواء كان مصورة أو مخفية ولكنها عندما تصور ويتفاخر بها المجرم تصبح جريمة أخرى، لأنه يضرب بالشرع والقانون والآداب والأخلاق والقيم عرض الحائط، فكأنه يقول: لن يحاسبني أحد على ما أفعله!

وقد يتصور بعض الفضلاء أن هؤلاء السَّفَلَة قاموا بهذا العمل وعقولهم مغيبة بسبب تأثير المخدرات أو غيرها، ولكن الواقع يؤكد أن البشر في هذه الحالات قد تحولوا إلى مخلوقات أخرى، بل أحياناً تقوم بعض المواقع الإلكترونية بجمع هذه المقاطع وتصنيفها ونشرها، لأنها تتمتع بمشاهدة عالية، وتتبع شديد من أصحاب الفطر المنتكسة.

وحتماً ستواجه هذه الجرائم الشاذة بحزم ولاة أمرنا الكرام، ولن يفلت المجرمون من قبضة القانون، فمهما أخفوا تفاصيلها كي لا تتمكن أجهزة الأمن من القبض عليهم، فرجال الداخلية الأشاوس وغيرها من الجهات المختصة ستوقع بهم في وقت سريع جداً، ثم سينالون عقابهم الرادع إن شاء الله.

ويجب تذكير كل من تسول له نفسه بمثل هذه الأعمال القبيحة أن مرد الخلق جميعاً إلى الله تعالى، والمجرم المجاهر سيقف بين يدي ملك عدل وسيقع القصاص العادل في ذلك اليوم العظيم.