الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تبعات تقسيم مراحل الحياة

«العمر قصير».. عبارة يكررها غالبيَّة الناس، لكنهم لا يعملون بموجبها، فإن كان العمر قصيراً، فإنه يتحتم علينا استثماره في عدد من الأمور النافعة لنا وللغير، كما يتوجب علينا ترك سيرة ناصعة نظيفة لمن سيأتي بعدنا، لنكون قدوة لجيل جديد يتطلع للاستفادة من تجاربنا.

العمر يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل رئيسية، هي مرحلة التأسيس ومرحلة البناء ومرحلة الاستثمار.. يمكن تفصيلها على النحو الآتي:

ـ المرحلة الأولى (التأسيس) هي مرحلة الطفولة والصبا، حيث تبدأ الحياة، ويتغذى الطفل، ويتعلم اللغة ويكتسب المعارف والمهارات الأساسية في الحياة.


ـ المرحلة الثانية (البناء) هي مرحلة الدراسة الجامعية والتخصص ثم العمل والإنجاز والتميز والابتكار.


ـ المرحلة الثالثة (الاستثمار) وهي مرحلة خاصة يستثمر فيها الشخص علمه ومهاراته وعلاقاته في ما تبقى من حياته بشكل يرضيه، ويبعث في نفسه كثيراً من السلام والطمأنينة.

الشاهد أن المرحلة الأخيرة التي توسم بأنها (سن التعاقد)، غالباً ما تذهب سدى بدون فائدة، فالاستعداد لتلك السن يجب أن يكون مبكراً بالحال والمال والأفكار، فليس من المعقول أن تتقاعد اليوم ثم تبحث عن الوسائل والسبل التي ستشغل بها وقتك، هناك عدد من الأمور يجب أن تهيئها قبل التقاعد.

فإذا أحسنت بناء المرحلتين الأولى والثانية سهلت عليك المرحلة الثالثة، كما يتوجب عليك أن تكتشف نفسك وقدراتك وهواياتك، فالقدرات والإمكانات هي الكفيلة بتوجيه جهودك الفكرية والعضلية بعد التقاعد، كإيجاد عمل جزئي أو افتتاح مشروع فني أو تجاري، كما أن هواياتك هي الكفيلة بشغل وقت فراغك بما تحب كما تحب.

قد تختلط كثير من الأمور التوجيهية للإنسان الشرقي في مراحله الثلاث، فنشأته الأولى في مرحلة التأسيس تنصهر مع التوجيه الأسري الذي يرسم أبجديات اللغة والعادات والتقاليد والمستوى الديني.

ثم تأتي المرحلة الثانية مرحلة البناء التي يتلقى فيها الطفل مهارات تعليمية ومعارف وتعليماً دينياً موجهاً، ليصب ذلك كله في المرحلة الأخيرة مرحلة الاستثمار، التي يعاني فيها من تبعات المرحلتين الأوليين، حيث تفرز الأخيرة نتاج ما سبق وفق تغلغل ذلك السابق في حاضر الأيام.