الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

من الصواب أن نتغير

هل من الصواب أن تكون المواقف التي نتَّخِذها في حياتنا بشتى المواضيع ثابتة لا تتغير طالما كنا مقتنعين بصوابها، أم أن ذلك رهن بصواب المتغيرات التي تطرأ عليها، وقد لا نلتفت لها مبررين تمسكنا برأينا بأنه لا يزال الأصح، ولذلك فإن أي انتكاسة عنها قد تُفسر بالتناقض الذي نخشى أن نوصم به؟

قد يكون مرد ذلك خوفنا من أن تتم مراجعة مواقفنا السابقة لشأن بعينه إن اختلف عما درجت عليه معرفتنا عنه، ولذلك نصاب بالذعر من أن تتم مواجهتنا واتهامنا بالتقلب، مع أن الأولى حينها إيضاح موقفنا بكونه تغير على ما استجد، ولا عيب في ذلك طالما كان مقروناً بما يدلل عليه، فالحياة مدرسة لمن أراد أن يتعلم، وبكل يوم نحياه فيها نحن عرضة لخبرات جديدة، تمنحنا الفرصة لكي نكون أكثر حكمة وفهماً لها.

والانتقال للأفضل سلوك للإنسان الواعي المتقبل لكل جديد، والساعي دوماً للعلم والمعرفة، فتغيير الرأي الخاطئ حين تحضر الفرصة أفضل من الإصرار عليه أياً كان المبرر، حيث لا مسلمات لا يمكن الانتكاس عنها، وتبني المخالف لها طالما وردت معطيات أكثر صحة بشأنها، فمرونة التغيير دون تشبث بموقف محدد قد يتضح خطأنا بشأنه أفضل من الإصرار على الباطل.


أقتبس هنا بعض الأقوال بشأن التغيير، راقت لي، منها: لا تستطيع وضع رجلك بماء النهر ذاته مرتين، فإن الماء يتغير كما أنت تتغير، كما أن النهر بتحوّل دائم، ومياهه جارية، واعتقادك بأنه النهر ذاته وهم لا علاقة له بالحقيقة، فالحقيقة أن النهر الذي تخوضه الآن لن يكون هو ذاته بعد قليل.