السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اللقاحات.. ليست فرصة للتساهل

تخطت وفيات «كورونا» حول العالم حاجز المليونَي وفاة، فيما تقترب الإصابات من 100 مليون، وهناك هلع كبير من فيروس «كورونا» المتحور، والحالات التي لا تظهر عليها أعراض المرض تعد معدية، تُمدِّد تداعيات الوباء، بما يستدعي فرض إجراءات وقيود جديدة صارمة، وما دامت اللقاحات فاعلة ضده، فإن السيطرة عليه ممكنة.

هناك كثيرون بدؤوا يتساهلون بأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية المعروفة بتعليمات التباعد ولبس الكمامة، لأنهم اعتبروا أن أخبار اللقاحات بمثابة فرصة للتراخي والتساهل.

المعركة مع «كورونا» لا تزال فيها تحديات عقبات، ولا سيما مع قدرة الفيروس على التحور، والحل في الإجراءات الاحترازية، اللقاحات المتوفرة لا تعني تلقائياً أن الحياة ترجع إلى طبيعتها الكاملة، ولكي لا نخسر ما تم إنجازه من انتصارات، لا بد من التأقلم الجيد مع الأوضاع الصحية غير المستقرة، لأن التحور مرتبط بعدم الأخذ بالتدابير الوقائية والحيطة والتباعد، واللقاحات بحاجة إلى وقت ريثما تعطي المتلقي المناعة الواسعة، وحتى يكتمل تطعيم ما لا يقل عن نصف في المائة من السكان.

الأمل معقود في صيغة جديدة نواصل الفعل الصحي عبرها، بما يحقِّق انتصاراتنا باللقاح، ولتدارك الأزمة، ذلك أن غياب التنسيق بين السياسات الصحية في العالم، هو تدمير لما تم إنجازه، ولا يهم لمن سيُنسب هذا الإنجاز من نجاح لقاح أو فشل آخر، لكي لا يتحول السباق المحموم من أجل تفوُّق بلد أو أمة عن غيره، ومحاولة الخروج بأقل الخسائر.

الانضباط والتقيد بالتعليمات، يعني تعميق المعرفة بالقيم الرفيعة في أوقات الأزمات والكوارث، والعلاقات البنّاءة داخل المجتمع، ما سيمكِّن البشرية من السيطرة على الجائحة، وكبح جماح الفيروس، وتجنيب الآخرين مشاعر الحزن والأسى.