السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ألعاب الحاسوب بمنظور إنساني

يتحدث كثيرون عن تأثير نتفليكس - هذه المنصة الأشهر لمتابعة الأفلام والبرامج - على السلوك البشري، ولكن يغيب عن الساحة الحديثُ عما هو منافس لها في التأثير، بشقيه الإيجابي والسلبي، ألا وهو ألعاب الكمبيوتر المعروفة بـ«PC Gaming».

التفاتة سريعة على المقاهي كفيلة بتقديم مشهد واضح لمجموعة من الشباب الملتفين على طاولة واحدة، ولغتهم تتمثل في أياديهم التي تمسك هواتفهم المتحركة، وأعينهم المندهشة المدفوعة بنشوة وانفعال تخلفها الألعاب التي يجتمعون في غرفها لتكون واقعاً افتراضياً لهم، فهم موجودن جسدياً وأراوحهم مبتعدة هناك لتعكس هروباً عن الواقع وضغوطاته.

وكذلك الحال داخل البيوت، غرف أشبه بتلك التي نعرفها في مقاهي الإنترنت وبأضواء صاخبة يكتسيها الأزرق، يجلس فيها الأبناء لساعات طويلة أمام برامج الكمبيوتر التفاعلية، التي لا يعيها الآباء على الأغلب، فهي تشبه نظام المحاكاة الذي يستخدمه الطيارون والعسكريون لأغراض التعلم والتدريب والعمل، ألعاب الكمبيوتر عالم قائم ومثير للفضول، فكثير من الدراسات والتخصصات ورؤوس الأموال تضخ لتنمية هذا السوق عالمياً، وبطبيعة الحال تقوده الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ويضعف إنتاجه في الوطن العربي إلا من جهود فردية هنا وهناك لتعريب الألعاب التفاعلية المستوردة، وهي على الأغلب جهود شبابية من السعودية ومصر في المقام الأول.


ويقودنا هذا الحديث إلى افتقار محيطنا لمجلات علمية معربة تنقل كل ما هو جديد من مقالات متخصصة في السوق الرقمي والألعاب الإلكترونية التفاعلية، وآراء علماء النفس والاجتماع حول تأثيرها السلوكي والمجتمعي خاصة، فما ينقل لنا يركز على الجانب السلبي كالتشجيع على العنف والعزلة الاجتماعية، في حين أن هناك الكثير من الألعاب ذات بعد إنساني، كتلك التي تجعلك ترى الحياة بعيون اللاجئين، وأخرى ذات بعد تعليمي تشجع على تعلم الحساب والقراءة والكتابة.