السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

في رحاب موسوعة «الوفاء بأسماء النساء»

وسط غيوم اليأس والظلام الدامس يلوح من حين لآخر بريق من النور، ليثلج الصدور ويمنح الأمل والثقة، يتجلى هذا في صدور عمل موسوعي موسوم بـ«الوفاء بأسماء النساء: تراجم نساء الحديث النبوي الشريف» في 43 مجلداً يؤرخ لسير وتراجم عشرة آلاف محدثة عبر التاريخ الإسلامي، حيث عكف الدكتور محمد أكرم الندوي الهندي على تأليفه لأكثر من خمس عشرة سنة للنساء اللاتي روين الحديث النبوي الشريف سماعاً وقراءة، ورواية أو إجازة واستجازة، من عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليوم في ديار المسلمين العرب والعجم، وقد صدر مؤخراً عن دار المنهاج بجدة بمراجعة لجنة من العلماء تحت رئاسة أ.د. هاشم محمد علي حسين مهدي.

التراجم قد تم التقاطها من كتب أسماء الرجال، والمشيخات، والعلماء الثقات وفهارسهم، ومعاجم الشيوخ، والسماعيات، المطبوعات والمخطوطات، والمحفوظات في بطون الكتب وصدور الرجال، مستقاة من مكتبات دمشق وتركيا ومصر وبريطانيا، وألمانيا، والهند، والمغرب، وغيرها من مكتبات العالم.

استهل أكرم الندوي الموسوعة بمقدمة شاملة في مجلد مستقل، تضمّنَ دراسة تحليلية لمحتويات الأجزاء الأخرى، ملقياً الضوء على معالم التاريخ العلمي الزاهر للمرأة المسلمة، والأمجاد التي وصلت إليها، وطبعت المقدمة ملخصة باللغة الإنجليزية منذ ثلاثة عشر عاماً، ونالت قبولاً في الأوساط العلمية.

الكتاب مرتب حسب الطبقات بمعناها الواسع: أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- (أزواجه أمهات المؤمنين وبناته رضي الله عنهن)، ثم سائر الصحابيَّات، ثم التابعيَّات، ثم سائر نساء القرن الثاني، ثم قسمت التراجم إلى القرون: نساء القرن الثالث، والقرن الرابع إلى نساء قرننا، أي القرن الخامس عشر.

تحتوي السير والتراجم بصفة عامة على اسم صاحبة الترجمة ونسبها ومولدها، وشيوخها، ورحلاتها وحياتها العائلية، وتلاميذها وتفاصيل مروياتها ووفاتها والإحالة على مصادرها.

كما تسلط الموسوعة الضوء على الدور التاريخي للمرأة المسلمة في نشر العلوم الإسلامية، ولا سيما الحديث النبوي الشريف، والمتصفِّح للكتاب ومقدِّمته الواسعة، يجد شهادة عمليَّة في إكرام الإسلام للمرأة، كما يجد دحضاً واضحاً للاتهامات بتهميش المرأة في الإسلام عبر عصوره الطويلة.

أما المؤلف العلامة د. محمد أكرم الندوي الهندي (من مواليد 1963) فهو خريج دار العلوم ندوة العلماء لكناؤ، الهند، درّس فيها زمناً، ثم اشتغل باحثاً ومحاضراً في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية (2001-2013) ويعمل منذ سنة 2013، إلى الآن عميداً للشؤون التعليمية وأستاذاً في كلية كامبريدج الإسلامية، وأستاذاً في معهد السلام بأوكسفورد ولندن.