السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

براءات الاختراع.. الحقيقة والوهم

‏ليست كل براءة اختراع يتم تسجيلها والإعلان عنها دلالة على اختراع سيغير كل المفاهيم، ويحدث ثورة علمية وصناعية وطبية كما نقرأ على الدوام بوسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الصحفية والإعلامية، التي تضخم الحدث وكأنه سبق ما بعده ولن يكون كما قبله، وخصوصاً إن كان أصحابها من دولهم ومواطنيهم.

هي فقط شهادة يتم إصدارها وتسجيلها باسم مالكها لوصوله للفكرة، التي وبعد التحقق منها تشير إلى كونها فريدة، ولم يتم التوصل إليها من قبل.

فحسب إحصائية صادرة عن المنظمة العالمية للملكيّة الفكرية، وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة تُصدر كل عام تقريراً سنويّاً مفصَّلاً عن إجمالي عدد براءات الاختراع المسجلة حول العالم، وبكل المجالات والدول الحاصلة بها، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات صلة، فقد تم منح 3 ملايين و200 ألف براءة اختراع حول العالم في عام 2019، وكان النصيب الأعلى منها للصين والولايات المتحدة واليابان.


من جهة أخرى، الغالبية العظمى منها ـ وربما باعتقادي ما يزيد على 95% - يطويها النسيان، فيما العملي والقابل للتطبيق هو ما يتم الاستفادة منه وتبنّيه من الدول أو الهيئات الأكاديمية والصناعية وغيرها من الجهات المتخصصة.


تناول الإعلام والمجتمع العربي السطحي لبراءات الاختراع وتضخيمه لها، واحتفاله المبالغ بمواطنيه ممن ينسب بعضها له ظاهرة حقيقية تستحق الدراسة، ليس من باب «التحبيط» والانتقاص من جهود الآخرين وإنجازاتهم، وإنما من منطلق الواقعية وكيلا تقع مجتمعاتنا العربية في وهم إنجازات لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، في أغلبه مجرد دراسات وأبحاث تنتهي عند نقطة معينة، ولا تتجاوزها للإنتاج، أو اختراعات غير ذات فائدة.