السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

كيف نتعامل مع المترددين؟

شاركتُ برابط في مدونتي عن دور الطبيعة في تقوية نظام المناعة لدى الأطفال، حيث أجرى باحثون في فنلندا دراسة حول تأثير الطبيعة ووجدوا أن البيئة الغنية بالمكروبات والبكتيريا ترفع قوة مناعة الأطفال مقارنة بالبيئة النظيفة. والخلاصة أن لعب الأطفال في أماكن طبيعية مثل حديقة أو غابة أو مزرعة، هو أفضل لصحتهم على المدى البعيد حتى لو كان الأهالي يرون أن هذه الأماكن قذرة.

وردني سؤال حول ما تفعله بعض الأُسَر التي قررت أن لعب الأطفال في الطبيعة يعتبر كافياً، وبالتالي لا يريدون إعطاء الطفل اللقاح أو التطعيم، وهذا أعادني لموضوع التطعيم، خصوصاً أن دول العالم الآن تحاول تطعيم الناس ضد كوفيد-19، لكننا نعيش في عالم يؤمن فيه البعض بأن التطعيم مؤامرة للتحكم بالناس من خلال زرع جهاز إلكتروني بالغ الصغر لمتابعتهم ومراقبتهم طوال الوقت، لا أدري كيف يقول شخص مثل هذا الكلام وهو يحمل هاتفاً ذكياً معه طوال الوقت، فالهاتف أصلاً يتابع الناس ويجمع معلوماتهم.

على أيِّ حال، من آثار المعلومات المضللة حول التطعيم أن هناك أناساً يترددون في تقديم تطعيم لأبنائهم والآن يترددون في أخذ تطعيم كوفيد-19، وأنا أتفهَّمُ التردد هذا لأنهم يرون تضارب المعلومات ولا يعرفون ما الذي يمكن تصديقه، جهات عدة بحاجة لبذل جهد لتغيير قناعات هؤلاء المترددين، ولا بد من التعاطف معهم، ومحاولة مخاطبة مشاعرهم لأن الحديث بالمنطق الجاف لا يكفي ولن ينفع.


يمكن كذلك الاستعانة بأناس كانوا يؤمنون بأفكار مضللة حول التطعيم، ثم أصبحوا مناصرين للتطعيم، هؤلاء لهم تأثير على الآخرين.