الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاستبداد النسويّ المضاد

لا أحد يعلم ما يحدث داخل البيوت، الأسوار العالية تخفي وراءها الكثير من الخبايا والأسرار.

هناك أسر متماسكة يجمع بين أفرادها الحب، دخلها المادي مرتفع، وتعيش حياة مرفهة، وهناك أسر مفككة تسود بين أفرادها المشاحنات ودخلها المادي منخفض، وتعيش في شقاء، وهناك أسر تقع في المنتصف، وهناك أخرى تميل إلى أحد النموذجين أكثر من الآخر.

في مجتمعات كثيرة، ونتيجة للجهل والفقر وانعدام الاستقرار والأمن، كانت معاناة المرأة أشد بكثير من الرجل، لأنها تخضع لسلطته، ولأن الأفكار المتوارثة ربطتها بمفاهيم غارقة في السلبية، كمفاهيم الضعف والعار والعبء الثقيل.


نتيجة لهذا الاستبداد الذكوري، تعالت الأصوات النسوية في هذه المجتمعات مطالبة بالتحرر من سلطة الرجل، والانعتاق من أفكار المجتمع، فرأينا حالات هروب ولجوء إلى دول غربية، تتمتع فيها المرأة بحقوق أكبر وحريات أوسع.


المشكلة التي يلاحظها الكثير حالياً، هي أنه نتيجة للاستبداد الذكوري الذي ساد لعقود طويلة، بدت تلوح في الأفق ملامح استبداد نسويّ، يمكن رصده في صورة حسابات تزدحم بها مواقع التواصل الاجتماعي تشن حملات شرسة على كل من يختلف معها في رأي، وتُعلّق له المشانق مهما كان موضوعياً في طرحه، ومهذباً في أسلوبه، ولسان حالها يقول: «إن لم تكن معي في كل آرائي، فأنت ضدي!»، تُرى من غرس في أذهان هؤلاء الفتيات فكرة أن علاج الاستبداد الذكوري يكون عن طريق استبداد نسوي مضاد، ولا يريد للسلم الاجتماعي أن يتحقق؟ لأن العلاقة الطبيعية بين الذكور والإناث في أيّ مجتمع تقوم على الاحترام والمحبة والتكامل.