الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الضوابط الأخلاقية.. والمواقع الافتراضية

ماذا فعل بنا الافتراض؟، وإلى أين سيأخذنا؟.. دائماً ما أتساءل، في كل تحديث جديد يُسقط الحواجز الأخلاقية بين أفراد المجتمع، بما فيها الثوابت، فلا يعود ثمة «ساتر»، أو خصوصية تُذكر، يمكن أن تحفظ لنا «عذرية» حواسنا، وشيئاً من نقاء أنفسنا، أو يسكن هدوء ذواتنا!.

فالافتراض، أصبح أشبه ببيوت مفتوحة على بعضها البعض، بلا حاجز يستر ساكنيها، فغالبيّة تلك البيوت تحولت إلى شاشة عرض سينمائية عامة في هواء طلق، سواء ابتعت تذكرة لمشاهدة العرض أم لا.

التحرر من كل القيود الإلكترونية، أو القانونية، وسهولة تناولها، وتداولها، أوجد فئة منفلتة أخلاقياً بين الفئات العامة من مستخدمي تلك الوسائط الافتراضية، يمكن أن نطلق عليها فئة «المؤثرون المنفلتون»، ممن لا يردعهم أي مبدأ أخلاقي، أو ضابط اجتماعي في عرض، أو تسويق أي مادة بغرض الشهرة، أو الانتشار عبر تلك السلوكيات، وتلك الوسائل!.

المفارقة في تكوين تلك الفئة، أنها قد تجمع ما بين المتعلم، ومتوسطي التعليم، والأميين على حد سواء، ومن جميع الفئات المجتمعية على اختلاف مشاربها، وثقافاتها، ولكنهم توحدوا في ذات المخرجات السلبية، وبذات الأسلوب الساقط في استغلال تلك الوسائل المجانية، الذي أدى بدوره إلى بروزهم كظاهرة شائعة يكاد ألا يخلو منهم وسيط افتراضي.

فماذا يمكن أن نعمل أمام امرأة فارغة، أرادت أن تلفت انتباه مسستخدمي وسائل التوصل الاجتماعي، وتحقيق «ترند» مزعوم، بائس، من خلال استمرائها التعدي على كينونة ولدها الصغير، التي آزمت على «تأنيثه» عبر ما تلبسه إياه عنوة، والذي يظهر مدى«استغلال» الأم الأرعن للصبي، بجعله مادة للتندر، أو للفرجة المجانية عبر حسابها؛ علّها تحصد الشهرة التي تنشدها!.

إلى أين تريد أن تصل هذه الأم اللامسؤولة؟، وما الذي أغراها للإقدام على هذا الفعل، لتستمرئه يوماً بعد يوم، دون الاكتراث لمشاعر ولدها الآنية، وللأضرار النفسية المستقبلية التي قد تلحق به فيما بعد؟

لقد ثبت لديّ، وبما لا يقبل الشك، بأن تلك الوسائط، إن لم تحكمها منظومة أخلاقية نابعة من ذات المستخدم، فلن يردعها القانون!.