الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الرحمة.. قيمة لا تتجزأ

«وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» (سورة: الأنبياء ـ الآية :107)، هذه آية واحدة من آيات كثيرة أخرى تؤكد على الرحمة التي جاء بها الإسلام وشموليتها لتعم العالمين، وربّما تكون هناك آيات مشابهة في أديان أخرى، تؤكد على هذا المبدأ الإنساني العظيم الذي لا يُستثنى منه أحد.

بالرغم من ذلك، إلا أن الواقع يُخبرنا بأنه لا يزال هناك من لا يؤمن بشمولية الرحمة وعموميتها، ويرى أن الرحمة لا يستحقها الجميع، هذه هي الحقيقة على مر التاريخ والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وتتسبب بمشاحنات وحروب يُمكن تفاديها لو فُهمت بشكل صحيح.

فهناك من يرى أن الرحمة لا يستحقها سوى أتباع دينه، بل أتباع طائفة بذاتها، إلى أن تصل إلى عدد بسيط ومحدود من الأتباع لا يُشكلون نسبة تُذكر من تعداد البشر.


من العار أنه لا يزال هناك من يتحسس من الترحم على شخص توفي من ديانة أخرى، بل يصل الأمر إلى درجة الاستنكار والتوبيخ لكل من يتجرأ ويترحم علناً على من هم ليسوا من دينه، ويرى في ذلك اتِّباعاً لتعاليم دينية لا تقبل النقاش.


اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي احتفلنا به قبل عدة أيام، ما هو إلا واحدة من المبادرات الكثيرة التي تؤسسها وتروّج لها دولة الإمارات في سبيل نشر المحبة، وتعزيز قيمة الرحمة بين البشرية دون استثناء أو إقصاء، وليس من شك بأن هذه المبادرات الإماراتية العظيمة ستُؤتي ثمارها في المستقبل القريب.

فالرحمة قيمة شاملة، تشمل البشرية بكافة أطيافها ومشاربها، ولا تقبل التجزئة، فإما أن تكون أو لا تكون.