الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الاستفادة من جائحة كورونا

لا يزال العالم يعاني من تفشي جائحة كورونا، فالوباء مستمر إلى الآن، ونسأل الله أن يرفعه عن بلادنا والعالم أجمع، وفي خضم هذه الجائحة دروس مستفادة فقد تكون المنح في بواطن المحن، فمن هذه الدروس: التجديد في النوازل الفقهية مع الالتزام بالضوابط الشرعية.

بسبب جائحة كورونا استجدت مسائل تتعلق بالطهارة، والصلاة، وتغسيل الميت، واتباع الجنائز، والعقود المختلفة، وأصدرت الهيئات والمجمعات الفقهية وجهات الإفتاء الرسمية فتاوى خاصة لمعالجة هذه النوازل، وتعلم الناس كثيراً من الأحكام الفقهية خاصة فيما يتعلق بصلاة الجماعة وغيرها، فهذه الأمور كان بعضنا يعرفها، ولكن الآن يطبقها الجميع، ويسأل عنها الجميع حتى الصغار.

ومن الدروس المستفادة أيضاً ضرورة التراحم والتلاحم بين كافة أفراد المجتمع، وهذا ما لمسناه من جهود المؤسسات الخيرية وتعاونها العظيم مع كافة الجهات الحكومية في مساعدة من يحتاج إلى مساعدة بسبب تضرره من الجائحة، فأنفقت الأموال الكثيرة، ووزعت ملايين الوجبات، ومع هذا فالواجب عظيم جداً لعظم الأثر المترتب على الوباء، ومن أعظم أسباب رفع البلاء عموماً الرحمة والتراحم.

كما استفادت الجهات الحكومية المختلفة من هذه الجائحة بتطوير أنظمة العمل، وإحداث نقلة نوعية في التحول الإلكتروني الذكي، بل تساءل عدد من الموظفين: أين بعض الجهات من استغلال وسائل التقنية الحديثة لعقد الاجتماعات عن بعد بدل أن ينتقل الموظف من جهة إلى أخرى، مع بذل جهد ووقت في التنقل لحضور اجتماع مدته نصف ساعة، فالأعمال الآن تسير على وتيرة طيبة، والبنية التحتية عالية ومناسبة لهذه الظروف، والمرجو أيضاً أن يتم الاستفادة القصوى من الجوانب التقنية، ويتم تقييم الجهات والدائر الحكومية على هذا الأساس، فمن لم يستفد من الجوانب التقنية في هذه الأيام فقد ضيَّع على نفسه فرصة عظيمة، وقد تتوقف أعماله أو تتعطل.

وأيضاً أن من أعظم فوائد جائحة كورونا معرفة قدر نعمة الصحة والعافية، فعلينا أن نبذل الأسباب التي نقدر عليها في سبيل المحافظة على نعمة الصحة، مع صدق التوكل على الله، وترك الوسوسة والخوف والهلع.