إجازة من الشبكة

فكرة الانقطاع التام عن الشبكة لفترة قصيرة ليست جديدة، فقد كُتب عنها كثيراً في الشبكة وفي وسائل الإعلام الأخرى، وقرأت لمن فعل ذلك لمدة عام ولمن يمارس ذلك ليوم كل أسبوع، شخصيّاً كنت أنقطع لفترة أسبوع إلى أسبوعين كل عام، ومرة جربت الانقطاع لشهرين، في كل مرة أجد نتيجة إيجابية لهذا الانقطاع، الهدوء والصفاء الذهني هو أول ما ألاحظه.
الشبكة ازدادت أهمية، ففي زمن كورونا أصبحت الوسيلة الأهم للعمل والتواصل ومتابعة الأخبار، مع ذلك أرى أن على كل فرد أن يجرب الانقطاع عن الشبكة ولو ليوم واحد فقط، لا يمكننا وصل أنفسنا بمحيط المعلومات الذي لا يتوقف عن التوسع، ويأتينا بكل جديد في كل وقت، ببساطة نحن بحاجة لأن نعطي أنفسنا قسطاً من الراحة، أجسامنا وأنفسنا تحتاج إلى النوم لكي ترتاح وتستعد ليوم آخر، لمَ لا نعطي عقولنا كذلك إجازة قصيرة ونوقف سيل مشتتات الانتباه؟
كتبت في مدونتي أنني أنوي العودة للانقطاع كما كنت أفعل في الماضي، وجاءني رد بأن دعوات الانقطاع عفا عليها الزمن وهذا ما لا أوافق عليه، التوازن مطلوب في كل شيء بلا شك، لكن حتى لو كنت حذراً في تعاملك مع الشبكة ستبقى هناك فائدة في أن تعطي نفسك فترة من الراحة بعيداً عن الشبكة، فعقولنا بحاجة لوقت فراغ لكي تستوعب ما قرأته وشاهدته ولكي تستعد ليوم آخر، الانقطاع لا يعني التوقف للأبد عن استخدام الشبكة بل هو إجازة، وستعود لاحقاً، الشبكة ستكون هناك في انتظارك دوماً.