السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جوعى «البطاطس»

إلى تلك الأجساد النحيلة في العالم.. يسيل حبري اليوم، ليس لخطواتهم المتمايلة على خشبات الأزياء العالمية التي جعلت من هزلهم الجسدي نموذجاً تلاحقه الأعين وتتقمصهم العلامات التجارية ذات الألوف المؤلفة، بل لتلك التي تجر خلفها المآسي في وحل الحياة المقفرة الظالمة التي لم تنصفهم حتى اليوم، ملايين الأثرياء أو صناديق التبرع وبرامج الأغذية ونداءات الأمم المتحدة.

لأولئك الذين يهرب حبهم من الشباك، خوفاً من صوت الخواء الصادر من أمعائهم المعدمة سوى من القهر وانتظار قطعة خبز.

عام جديد ومشكلة الجوع الأزلية لم تحل.. دول في أفريقيا والشرق الأوسط تنزلق إلى المجاعة في حوادث يكررها التاريخ نتيجة الصراعات، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، وما يزيد الطين بلة الوصول إلى الغذاء، حسب تقارير الأمم المتحدة التي تؤكد مشكلة انعدام الأمن الغذائي، إذ تواجه أكثر من 16 دولة أخرى خطر زيادة الجوع بشكل أكبر.


كم كان الجوع وجبة دسمة تغذى عليها الأدب لتكون مصدر قوت للكتاب والشعراء والأدباء، فمنهم من قال إن في الجوع ديناميكية تحول دون قبول المرء الجائع بحاله، إنه فعل إرادة ليس في طاقة أحد احتماله.


وحتى في أراضٍ بعيدة تتوسط الميادين نصبٌ تجسد الجوع قي تماثيل كما في كندا والولايات المتحدة، بل وهناك متحف خاص في جامعة كوينيبياك بهامدين يوثق أشهر حادثة للمجاعة وهي مجاعة «البطاطس الأيرلندية» التي راح ضحيتها الملايين نتيجة عنصرية دينية، غيرت من حال هذا الجزء في العالم وانتشلته من كارثة محققة.

أما الآن فلا أظن أنني سأتناول وجبة بطاطس مشوية شهية وساخنة مع كونها وجبتي المفضلة في الشتاء باللذة نفسها التي كنت أشعر بها.. إنها ضريبة الفضول!