الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أهل العتمة.. المفلسون في السوق

في الوقت الذي تنشغل فيه الإمارات بإعادة استحضار مفاهيم فاضلة تشوّهت في أذهان الأجيال العربية، وتسعى لبناء كيان حضاري قائم على العلم والتطوير والرفعة والتنوير، وفي زمنٍ باتت فيه المبادرات الجمعية ثقيلة حتى من كلمةٍ تحثُّ الخطى وتوحِّد الصفوف، في خضم كل هذا وذاك تأبى طفرات الشرور من الخارج إلا أن تبثّ سمومها نحو كل هِمة عالية وعزيمة جليّة، وتمحوِّر غاياتها في سحب كل فكرٍ تقدّمي إلى الخلف، لأن في التخلّف بيئة خصبة تمكّنها من الاستحواذ على العقول وتمرير الجهل، فيصبح روّادها أهل العتمة والتجهيل.

لكن الإمارات اختارت أن تتسيَّد القطب الآخر بكل قوّة، وبلا مواربة وتخاذل، ولا ادّعاء وتهاون.. اختارت المقدّمة، لأن المقدّمة موطن ازدهار القادة، ليحاول تيارٌ أشعث من زمنٍ أغبر أن يُثقل كاهل العامة بأوهام تشتّت المسار، وتدعو إلى الفِرار، وتوهم الموهومين بأطروحات ساذجة لا مبدأ لها ولا وجه، ضعيفة الإسناد مسمومة المورد.

وأهل العتمة لو تولّوا أرضاً لحفروها خنادق يزرعون فيها دسائسهم إلى يوم الدين، عوضاً عن بناءٍ يرتقون فيه إلى القمة.. مفلسون يتداولون عملتهم الوحيدة، الخيبة تلو الخيبة، في سوقهم التي تبيع النفوس الرخيصة وتشتريها.


بينما ترمي الإمارات إلى المريخ وأبعد، يسدّد الله رميها في كل مرّة. ويبارك في أجنحتها التي لا تتوقّف عن التحليق، ووحده تحليقها يُثير زوابع الغبار في بعض النفوس، فكيف حين تتبارك القِمم بوصولها وتُشرق؟


للعتمة سكرة سلبت عقول منادميها، فتواطؤوا ضد النور وأهله، لأن النور يؤذيهم، يجرح أطرافهم أن تغتسل بحب الوطن وتتطهّر تحت شمسه، والعتمة وحدها ترويهم وتؤويهم.