لماذا دورينا مثير هذا الموسم رغم الظروف الصعبة التي تقام فيها المنافسات، ومن أين أتت هذه الإثارة والمتعة والمستوى الفني الذي لم نشهد مثيلاً له منذ سنوات، وكيف تحضر الإثارة في ظل غياب الجماهير وإقامة المباريات داخل الملاعب المغلقة، حالة التناقض تلك دفعت بالكثيرين للبحث عن الأسباب والمسببات التي كانت وراء ما يحدث في دورينا الذي يعيش أفضل مواسمه بل أفضلها على الإطلاق منذ بداية عهد الاحتراف.
أكثر المتفائلين لم يتوقعوا أن تصل المنافسة في النسخة الـ13 لدوري الخليج العربي لهذا المستوى المثير، ومنطقياً لم يكن هناك مجال للتفاؤل في ظل سيطرة جائحة كورونا على الأجواء العامة وتقيد الحركة على مستوى جميع الأنشطة، كما أن إقامة المباريات بدون حضور جماهير ووسط مدرجات خالية، حرمت اللاعبين وحالت دون التفاعل والإبداع الذي يأتي من أصوات الجماهير في المدرجات، كما أن قرار إلغاء نسخة العام الماضي من الدوري سبب إحباطاً لأغلب الأندية خوفاً من تكرار السيناريو مرة أخرى، كل تلك المعطيات كانت حاضرة وما زالت في ظل استمرار سيطرة الجائحة على الأجواء، ومع ذلك يواصل دورينا التميز ويضعنا أمام موسم مختلف ومثير وأكثر من رائع، والسبب في ذلك يعود للآتي.
دورينا مثير هذا الموسم لأن إدارات الأندية ضاعفت من حجم اهتمامها بالمنافسة، ودعمت الفرق بمدربين عالميين وتعاقدت مع لاعبين محترفين على أعلى مستوى، وانتدبت لاعبين محليين ومقيمين يملكون القدرة على إحداث الفارق، إذن الخطوة الرئيسية جاءت من إدارات الأندية التي بدأت أولى خطوات التغير، وعلى الرغم من تعثر بعض الأندية في بداية الموسم، إلا أنها نجحت في تصحيح أوضاعها قبل أن ينتصف الموسم، ووجود 6 أندية مشتركة في صراع البطولة مع نهاية الجولة الـ17، وحالة الغموض التي تحيط بصراع الهبوط، ظاهرة جديدة لم نشاهدها منذ مواسم طويلة، كانت المنافسة فيها محصورة بين فريقين أو 3، وهذا ما يجعل دورينا مثيراً هذا الموسم.
كلمة أخيرة
إثارة دورينا سببه جهود واهتمام إدارات الأندية بالمنافسة المحلية، فمتى يتحول اهتمام إدارات أنديتنا بالمشاركات الخارجية؟ وللحديث بقية.