السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تحولات اجتماعية

قبل شهر وصلتني رسالة نصية من صديق يدعوني من خلالها إلى حفل زفاف ابنه، والذي سيتم في إطار محدود للغاية تماشياً مع الظروف الراهنة.. وقبل أسبوعين وصلتني رسالة نصية من صديق آخر يخبرني بأنه تقرر إلغاء حفل زفاف ابنه نظراً لصدور قرار بإغلاق قاعات الأعراس حتى إشعار آخر.

رسائل قصيرة، لكن لها عميق المعنى وممتدة الدلالات.. يمكن أن نقرأها بحزن، ويمكن أن نقرأها بفرح.. البعض قد يصفق كفاً بكف ويقول «الله يرحم أيام زمان، والأعراس البهيجة التي تصدح فيها الأغاني، ويتزاحم فيها الناس».. والبعض قد تتهلل أساريره ويقول «الحمدلله الذي أعاد إلينا رشدنا، وخلصنا من التكاليف الباهضة التي أرهقت كاهل الشباب وأغرقتهم في الديون».

من وجهة نظري، إن تأثير المرحلة التي نعيشها اليوم يتجاوز حدود التكاليف بكثير، ومع كل يوم ينقضي تنهار قناعات قديمة خاطئة، وتحل محلها قناعات جديدة متوافقة أكثر مع الواقع والمنطق السليم.


قبل 20 سنة مثلاً، كان هناك عقد اجتماعي غير معلن مفاده: إن زواج فلان قرار يخص عائلته الممتدة بأكملها.. الجد والجدة والأعمام والأخوال والعمات والخالات.. ومن حق الجميع أن يدلي بدلوة.. أما اليوم، فالقرار بيد فلان وحده، وإذا قرر أن يرتبط بحصة أو داليا أو مارغريت، فمن الصعب أن يعترض طريقه أحد.


البعض قد لا يشعر بالارتياح إزاء هذا التحول، لكن الكثير من التجارب الماضية تشير إلى أن تدخلات العائلة لم تكن تفضي دائماً إلى خير.