الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

العنبري وعدم الصبر

التعامل مع كرة القدم غريب لدينا بصورة غير طبيعية، على الرغم من أن هناك فريقاً واحداً يتوج بلقب الدوري، إلا أن الجماهير وبعض النقاد والمحللين إضافة إلى إدارات الأندية التي لم تحقق اللقب، تعمل على إقالة المدرب وجهازه المعاون كخطوة أولى في طريق تصحيح الأمور، وهي قرارات بلا شك لا علاقة لها بالأرقام ولا البيانات، بل مبنية على العاطفة وأحياناً على «السمسرة».

من المضحك أن يطالب البعض بإقالة المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري بعد كل ما قدمه وصنعه مع الملك، ومن المجحف حقاً أن تخرج هذه الانتقادات من بعض الذين يدعون أنهم نقاد ومحللون فنيون، وأنا هنا لا أدافع عن العنبري، لكن ما وصلنا إليه في اللعبة من فوضى وعشوائية في مختلف أرجاء اللعبة يدفعك للحديث بكل صدق عن ما يحدث لدينا للأسف من فشل.

ما صنعه العنبري مع الشارقة عجز عنه كبار المدربين الأجانب أولاً، وثانياً الفريق ما زال في طور المنافسة على الرغم من أن الجزيرة هو الأكثر جاهزية والأقرب إلى اللقب، ثالثاً الفريق يعاني من الغيابات والإصابات التي ضربته في الفترة الماضية، رابعاً خسارة الألقاب هذا الموسم لا تعني أن العنبري مدرب فاشل ولن ينجح مرة أخرى، وهناك عدة نماذج.

مثلاً، صبر ليفربول الإنجليزي عدة سنوات على المدرب الألماني كلوب، الذي فشل في تحقيق أي بطولة في سنواته الأولى، بعدها تمكن من البناء ومع المزيد من الاستقرار قادهم إلى لقب الدوري الأول خلال 30 عاماً للفريق، وقبلها منحهم دوري أبطال أوروبا، لكن لو كان كلوب موجوداً لدينا، كان سيتم إقالته بعد منتصف أول موسم له هنا، لأننا هنا نتعامل بالقطعة وفنون إدارة اللعبة بعيدة للغاية، من ناحية الفشل بكل تأكيد.

يستحق رئيس شركة نادي الشارقة لكرة القدم الشكر والثناء بخروجه عقب اللقاء وإجابته على مختلف الأسئلة، وهي أمور بتنا لا نعرفها في اللعبة هنا، لأن أغلب الإدارات تتوارى عن الأنظار عقب كل سقوط، لا يعرفون كيفية تحمل المسؤولية ولا أي شيء عن متطلبات الإداري الناجح.

ومهما حدث للعنبري من نتائج سلبية هذا الموسم، سيظل أحد أفضل المدربين لدينا آخر 3 سنوات.