السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السيارة الكهربائية ليست حلاً

العالم ينتقل بالتدريج إلى السيارات والمركبات الكهربائية، وشركات السيارات تتنافس بجدية على تقديم تشكيلات متنوعة، وبدأت الخيارات المتاحة للمشتري تزداد، وبعض الشركات أعلنت التزامها بالانتقال الكامل للسيارات الكهربائية خلال عقد أو عقدين، وأعلنت بعض الحكومات أنها ستمنع بيع سيارات محركات الاحتراق الداخلي بعد عقد.

السيارة الكهربائية لا شك أنها تعالج مشكلة التلوث الذي تصدره محركات الاحتراق الداخلي، لكن هذا كل ما تفعله، ففي النهاية تبقى مشكلة السيارة الكهربائية أنها سيارة، فالتلوُّث الصادر من المكابح والإطارات لن يذهب، حيث إن السيارات تحتاج إلى طرق ومواقف والزحام لن يقل بمجرد انتقال الناس لمحرك مختلف.

ما يحدث هنا، هو تقديم حل تقني لمشكلة تحتاج إلى حلول غير تقنية، فبدلاً من انتقال الناس للسيارات الكهربائية يفترض أن تبحث المدن عن جواب لسؤال مهم: كيف يمكن أن نقلل من الحاجة لاستخدام السيارات؟ الناس يحتاجون إلى السيارات للذهاب للعمل وللتسوق وغير ذلك، ماذا لو توفرت هذه الخدمات في مكان قريب بحيث لا يحتاج الفرد لسيارة؟ أو ماذا لو كانت شبكة المواصلات العامة تقدم خدمة عالية المستوى وبسعر رخيص يجعل امتلاك السيارة خياراً غالياً بالمقارنة؟


عندي يقين أن المُدن يجب أن تصمم للناس قبل السيارات، وللمشاة وراكبي الدراجات الهوائية كذلك، لكن هذه الفكرة تجد مقاومة نظراً لهيمنة السيارات وتأثيرها على تخطيط المدن.


العالم عاش بدون السيارات، ويمكنه أن يقلل من الاعتماد عليها، لاحظ أنني أقول: يقلل وليس يلغي، فالسيارات ستبقى معنا وسيكون لها دور، والمهم ألا تكون هي وسيلة النقل الأهم أو الوحيدة.