الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

وسام التحفيز.. ميلاد جديد

مع نهاية الأسبوع الماضي وعلى غير موعد، هاتفني أحد الأصدقاء، فشعرت عبر الأثير بطاقة إيجابية تلحظها من حروفه الأولى، لم يمنحني فرصة السؤال عن الحال والأحوال، بل بادرني بأن اليوم هو أسعد أيام حياته على الإطلاق بشعور يتجاوز وصف الكلمات، ولم يمهلني لأستفهم عن سر السعادة الغامرة التي أضحى فيها وجعلت يومه استثنائياً وإقباله على الحياة يملؤه الشغف والحماس، وواصل حديثه بحيوية ودفء صوت يجعلك منصتاً فحسب: اليوم تلقيت عبر بريدي الإلكتروني رسالة شكر وتقدير من مدير المؤسسة التى أعمل بها، ثم أتبع صوته بأن شاركني لوحة كلماتها المنتقاة والملهمة.

ما أن تمضي بين ثنايا كلمات الرسالة حتى تدرك أنها حتماً صادرة من أحد فرسان الإلهام والتمكين والتأثير، وتدرك أيضاً أن الإدارة ليست فحسب جدارة وشطارة وسلطة وتعليمات وتوجيهات ودرجات وظيفية، ومهام واختصاصات وهياكل تنظيمية، ولكنها حياة وروح وفن انتقاء الكلمات، وبناء منصات التحفيز بين الرئيس والمرؤوسين، ومنحهم الثقة لتعزيز قدراتهم ليكونوا إصداراً متجدداً لذاتهم وأسرهم ومجتمعهم عبر التقدير والتحفيز والإلهام، وكأنك تصنع لهم وبهم ومعهم حصناً متراصاً من لبنات التمكين والتطوير والريادة، لتجديد عزمهم وثقتهم وولائهم، فهم أهم شركاء مؤسستك.

دعوني أشارككم بعض العبارات التي سطعت وصنعت لصاحبنا يوماً جعله على استعداد أن يمضي إلى أبعد المسافات في رحلة العطاء المؤسسي عبر منصة التقدير والتحفيز: لقد كان أداؤكم المميز حجر زاوية لنعمل في بيئة عمل آمنة في ظل الجائحة، وأضاف قائد التحفيز في رسالته: لقد تابعت بكل تقدير وامتنان جهودكم الاستثنائية خلال عام مضى، وأستطيع أن أقولها بكل افتخار إن تلك الجهود شكلت منصة داعمة في التعامل مع التحديات المؤسسية، واختتم القائد التحفيزي رسالته: نرجو أن تواصل الاهتمام بنفسك وأسرتك فأنت لمجتمعنا سندنا وعنوان لتقدم مؤسستنا الذي يمنحنا الأمل لنرتقي بالعمل.


هكذا يشكِّل القادة الكبار ولاء وانتماء موظفيهم، وهكذا يكون لكلماتهم أثر يشيد بنياناً وظيفياً، ويمنح إلهاماً مهنياً يتجاوز بمسافات ما لا يزال البعض يعيشه في شح الكلمات وغياب التحفيز، وقلة التقدير، والتردد في الاعتراف بالإنجازات، ومخاصمة النجاحات.


عميق الامتنان والعرفان لكل من يمنح طاقة الحياة لمن حوله في مؤسساتنا عبر كلمات تحفيزية، ومنصات إلهامية وقيادة تأثيرية؛ تلك حقاً معادلة «كلمة» أحيت، وكلمة «أماتت».