الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

النوم.. وأهله

النوم غريزة في الإنسان، حكايته تبدأ عندما تفرز الغدة الصنوبرية الموجودة في أجسادنا هرمون «الميلاتونين» فتتهيأ أجسادنا بعد ذلك للاسترخاء حتى الشعور بالنعاس، وانتهاءً بالاستسلام للنوم العميق، والأمر اللافت أن غدتنا الصنوبرية لا تعمل بكفاءة إلا في أوقات الليل، ولذلك نتأمل قول الله تعالى «وجعلنا الليل لباسا» ( سورة: النبأ ــ الآية: 10).

ومع إيقاع الحياة السريع وانشغال الناس نحو تحقيق الأهداف وطموحات الحياة، نسمع كثيراً شكاوى الناس من الأرق وقلة النوم، أو معاناتهم من النوم المتقطع كأن ينام ساعتين ويصحو ساعة ليعود مرة أخرى للنوم، وهكذا يقضي ليله حتى شروق الشمس، وإذا حان وقت الاستعداد للعمل تجده متثاقل الخطى، منهك الجسد، يعاني من التشويش وقلة التركيز مما يؤثر على عطائه وإنتاجه.

الذين يعانون من صعوبات النوم أعدادهم تبدو متزايدة، وأصابع الاتهام تشير إلى التوتر والقلق، إضافة إلى أسلوب حياة معظم البشر الذين يضطرون للنوم صباحاً للاستيقاظ مساءً، وأجزم أنك استمعت يوماً من يشكو قلة نومه أو معاناته من الأرق متأملاً منك حلاً فورياً لتعينه على استرداد عافيته في النوم، والمسألة أكبر من أن تحل في نصائح عابرة.

من أجل ذلك أصبحنا نسمع اليوم عن عيادات متخصصة لعلاج اضطرابات النوم، ففي دولة الإمارات انتشرت مثل هذه العيادات داخل المستشفيات أو كمراكز طبية مستقلة تقدم خدماتها لمن هم بحاجة لها، ويديرها أطباء يتمتعون بالكفاءة، ويتقنون التعامل مع من يعانون اضطرابات النوم بدءاً من الاستماع للمريض وطرح بعض الأسئلة عليه، وصولاً إلى تشخيص الحالة باستخدام الأجهزة الحديثة.. ويبقى النوم نعمة لا يستشعر قيمته إلا أهل الأرق.