الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قضاة الملاعب «2-3»

صحيح أن تقنية حكم الفيديو المساعد «الفار» جاءت بهدف مساعدة الحكام في المباريات، وتقليل الأخطاء التحكيمية وليس منعها إطلاقاً، لأن الأندية واللاعبين والمدربين يعلمون تماماً متى يتم اللجوء إلى التقنية وما هو الهدف الذي جاءت من أجله، لذلك فإن رمي كل الانتقادات تجاه قضاة الملاعب بسبب الأخطاء التي تحدث من حين إلى آخر، في الوقت الذي يرى فيه النقاد والمحللون وأصحاب لقب الخبراء أن ذلك تقصير، فهو أمر خاطئ تماماً.

إذا تم الاعتماد على تقنية الفيديو في كل مجريات اللعب، فلا فائدة من وجود الحكام على أرضية الملعب، غير أن الكرة ستتوقف على رأس كل دقيقة بسبب وجود حالة، ثانياً التقنية ساهمت في تخفيض الأخطاء المؤثرة وفي مباريات عديدة باتت غير موجودة إطلاقاً، لكن «الخبراء» غير مكترثين بالأرقام التي تنشرها لجنة الحكام من حين إلى آخر، وكل همهم الانتقاد لأنه «لقمة العيش» بطبيعة الحال.

كنت أتمنى من قنواتنا الرياضية أن تتعامل بذات حدة الانتقادات المستخدمة ضد الأطقم التحكيمية، مع الأندية، وأعلم تماماً أن ذلك غير ممكن ومستحيل ومستبعد أيضاً، لأسباب سأتطرق لها في الحلقة الثالثة من المقال.

الأمور واضحة وضوح الشمس، الأخطاء التي يرتكبها الحكام في كل مباراة لا تتجاوز نسبة 5% من تلك التي تحدث من قبل اللاعبين والمدربين، لكن لماذا تعمل الأندية على تحميل الحكام مسؤولية الهزيمة وخسارة النقاط؟ وتبتعد تماماً عن نقد لاعبيها والمدربين؟

يأتي هذا الهجوم، على الرغم من أن مستوى الحكام أعلى لدينا من ما تقدمه الأندية، الدليل تواجدهم في كبرى المحافل القارية والعالمية، في الوقت الذي يحضر فيه لاعبونا والمدربون المباريات الإقليمية والعالمية خلف شاشات التلفاز وبدفع رسوم الاشتراك.

يحسب للجنة الحكام والإدارة أنها تعمل على ضخ وجوه جديدة في السلك التحكيمي، على الرغم من أن الرواتب غير مجزية مقارنة بما يتلقونه من هجوم وانتقادات بشكل مستمر، وهو ما جعلها مهنة طاردة للكثيرين، لكن الجيد أن قضاة الملاعب يعلمون تماماً أنهم أقصر شماعة ممكنة للأخطاء، لأن هناك أندية لا تستطيع تحميل لاعبيها أو المدربين مسؤولية الخسارة وارتكاب الأخطاء.