في عالم كرة القدم هناك بعض التفاصيل الصغيرة تكون محور تحديد هوية البطل، وكثيرون أولئك الذين لا يعيرون التفاصيل الصغيرة أهمية، رغم أن تأثيرها أكبر بكثير من حجمها، لأن بواسطتها تتحدد هوية البطل، فالنقطة التي كسبها الجزيرة من شباب الأهلي في الوقت القاتل من المباراة، قد لا ترضي الكثير من جماهير الفورمولا، ولكنها في ذات الوقت ضمنت للفريق البقاء في القمة منفرداً، وتضاعفت قيمة التعادل، كونه تحقق في التوقيت الصعب وفي ظل غياب عناصر مهمة، وحالت دون تعرض الفريق للخسارة في هذا التوقيت المهم من عمر المنافسة، وهذا في حد ذاته من المكتسبات التي لا تقدر بثمن وقد تكون النقطة التي خرج بها الجزيرة هي نقطة البطولة، وهنا تأتي أهمية التفاصيل الصغيرة التي غالباً ما تكون البوابة نحو تحقيق البطولة.
إذا كان التعادل قد خدم الجزيرة بشكل كبير في الحفاظ على صدارته مع ختام الجولة الـ19، فإن النقطتين اللتين خسرهما شباب الأهلي في الوقت بدل الضائع، قد تكونان سبباً مباشراً في إغلاق ملف المنافسة على لقب الدوري، بعد أن اتسع الفارق بينه وبين المتصدر إلى 8 نقاط، منهياً طموحات الفرسان في تحقيق الرباعية، أي المنافسة على الألقاب الأربعة في ظل تأهله لنهائي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي بعد فوزه بالسوبر، ولكن التعادل مع المتصدر وضع حداً لأحلام الفرسان في تحقيق رباعية الموسم، ومع ذلك فإن ما يحققه شباب الأهلي، منذ قدوم مهدي علي، يعد إنجازاً بكل المقاييس، وهذا ما تؤكده الأرقام التي تشير إلى أن شباب الأهلي لم يخسر في 16 مباراة متتالية تحت قيادة الكابتن مهدي، وحقق لقب السوبر وتأهل لنهائيين، وكان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في المنافسة الرباعية على ألقاب الموسم، لولا التفاصيل الصغيرة التي كانت وراء التعادل مع الجزيرة في التوقيت القاتل.
كلمة أخيرة
نقطة التعادل قد تكون سبباً في حرمان شباب الأهلي من المنافسة على لقب الدوري، ولكن الأمر المؤكد أن فرقة الفرسان اختلفت مع الكابتن مهدي علي، وهي من ستحدد هوية البطل في قادم الجولات.