الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لصوصية الافتراض

قد لا تُمْنحَ كثيراً من الخيارات في حياتك، لكن قد تُؤْتَى مهارة كيفية اتخاذ القرارات المناسبة في أوانها، من قبل أن تتكبد خسائر كبيرة، أو تتحمل أعباء انغماسك في متاهة اللاَّقرار.

قبل مدة قمت بـ«تصفير» حسابي في إنستغرام، في لحظة شعرت بأن عليّ اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة إزاء هذا الوسيط، الافتراضي، الواسع، وبالرغم من محدودية الحساب، وخصوصيته، إلاّ أني ومع تلك المحدودية استشعرت حالة من اللاَّجدوى في استخدام ذلك الوسيط، واللاَّأمان معاً.

فتلك المواقع الاجتماعية غير أنها تنز بالنفاق، والوهج الزائف، تجد منسوب الغث فيها أكثر عن السمين، والإسفاف، والانكشاف اللا مسؤول طاغيين فيها، واللصوصية سائغة بلا وازع، أو رادع، ويكاد يكون الضمير في الافتراض شبه غائب.

ربما لن تعلنها صراحة، ولكنك حتماً ستسرّها في نفسك يوماً، بأنك قد وقعت في فخ «التفاهة»، وولجت برجلك اليمين وبكامل إرادتك معهد «اللصوصية» من حيث لا تعلم!.

ربما، ولكوني، بكل تواضع أحمل مصنّف «كاتبة»، فلم أستطع التغاضي عن كم السرقات الأدبية، التي تعدت حالة توارد الأفكار في تلك الوسائط، فضلاً على السطو النهاري للأفكار الطازجة، التي يدونها بعض الكتّاب أمثالي في حساباتهم، أشبه بالقصاصات، لمشاريع مقبلة، ليتلقفّها بعض اللصوص، المحترفون، من متصفحي تلك الوسائط، ويشتغل عليها دون علم أو استئذان من صاحب الفكرة الأصل!.

هذه الوسائط، لستُ أنا الوحيدة من عانى ضغوطاتها، وذاق طعم الغبن، أو الفوضى غير الخلاقة منها، وربما ليس على سبيل المفاجأة، أن أقرأ تنويهاً في موقع فيسبوك، للقديرة، الروائية لطفية الدليمي، تناشد، أوتلفت نظر، أو ضمير، متابعيها، تستحث أدبياتهم فيه، بعد شكرهم على متابعة مواضيعها، على ضرورة كتابة اسم الكاتب في حال نقلهم أي مادة خاصة بها؛ حفظاً لحقوق الكاتب!.

حقيقة، لا يمكن ضبط الافتراض في ظل تراخي القيم الأخلاقية، والتهافت السلبي على الأدب، وبخاصة على الكتابة؛ وإن كان بالسطو على نتاج الآخرين.

هذه الوسائط، ومن خلال تجربتي الخاصة، اكتشفت بأنها، ومع الإدمان عليها، إمّا أن تصنع منك لصّاً بصورة ما، أو كائناً نرجسيّاً، أوتافهاً، أو أن تصادر منك حياتك الخاصة!.