الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بطولة المرأة.. والرقم السري

من هو الأقوى في ذاك الوطن الرجل أم المرأة؟ وأيهما أكثر سلطة في هذا الوطن الرجل أو المرأة؟ هذا هو السؤال الذي لا يطرح، وإنما يقال بأفواه الجماهير التي تفكر وتبحث وتتقصى، ولا تعرف أنت كمشاهد أو مراقب قيمة السؤال، وإلى أين ستأخذنا الإجابات؟

قبل عدة أعوام كنت أستمع إلى أحد المدربين في تطوير الذات، والذات تفسر كونها الرقم السري لكل الأشياء التي نتناولها يومياً، وتحدد في كثير من الأوقات مكانتنا بين الجموع، وذكر المدرب أن الكثير من النساء بلا حقوق، وأن المرأة السعودية، من وجهة نظره، تحتل مكانة بائسة بعد نساء الصومال وأفغانستان، فجعتني الإجابة التي أقرها الباحث، لقد أشار إلى أنها، اعتماداً على عدم قدرتها على قيادة السيارة في ذاك الوقت، فهي تعد ضمنيّاً بلا قيمة كبيرة.

عادت المرأة السعودية وقادت السيارة، تلك التي جعلتها من وجهة نظره بلا حقوق، واختفى المدرب عن التنظير عنها أو المساس بها، في مشكلة ثقافية حينما تظهر الأصوات بدون أن تملك سلاح البحث.


الشارع العربي مختفٍ تماماً عن البحث والتقصي العلمي والمؤسسي، فيعتمد على نظرة عينيه ولا يهمه أحد، ويؤكد سلامة عقيدته وتوجهاته تجاه الآخرين طالما أن قياس بصره 6/6 أو يرتدي نظارة صالحة للاستعمال.


في كتاب «راوية الأفلام» هربت والدة بطلة الرواية «ماريا مارغريتا»، وقد كانت تعيش في إحدى القرى الصغيرة بدولة تشيلي، وهربت تحية كاريوكا وفيفي عبده من أحضان أسرتيهما في مصر حتى تمارسا الرقص، وعجزت الحكومة الهندية عن وضع أحكام صارمة ضد مغتصبي النساء.

إن المرأة لا تختلف قيمتها بحسب الأوطان، وإنما بحسب البيئة الداخلية التي عاشت بها، وترعرعت بين أحضانها.