الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

غزوة المستثمرين الجُدُد

أفرزت جائحة كورونا جيلاً جديداً من المستثمرين الهواة، الراغبين في إحداث تغييرات كبيرة في أسواق الأسهم العالمية من خلال غرفهم المكيفة، باستخدام تطبيقات تداول منخفضة الكلفة، واللافت في الأمر أن أبطال هذه القصة المثيرة للانتباه هم من المستثمرين اليافعين الذين تجاوزت أعمارهم العشرين بقليل، بعدما حوصروا في منازلهم لأكثر من عام بسبب الإغلاق، ويبدو أنهم على أتم الاستعداد للمراهنة على مستقبلهم الاستثماري.
في الشهر الماضي، انتشرت مقاطع فيديو لمتداولين شباب على موقع ريديت الشهير، ما أدى إلى قفزة هائلة بأسهم شركات مغمورة مثل «غايم ستوب» ذات المتاجر الفعلية، والتي تبيع ألعاب الفيديو بالتجزئة، ولا شك أن استقطاب السوق لهؤلاء المغامرين أمر إيجابي على حركة التداول، إلا أن مصدر القلق الأساسي هنا هو أن الآفاق المالية القاتمة على المدى الطويل للوباء قد تضع المستثمرين اليافعين أمام مأزق اختيار المضاربات الأكثر خطورة.
مليارات بيتكوين أكثر ما يجذب جيل المغامرين الجدد، ففي سبيل الثراء السريع والملايين الموعودة، يرفض هؤلاء الشباب استراتيجية «الغنى ببطء أفضل من الغنى بسرعة»، ولا شك أن استثمار العملات الرقمية محفوف بالمخاطر لكن ربحيته الخرافية كفيلة دوماً بضم الطامحين للثراء السريع، ومن الطبيعي مع تزايد أعداد الهواة الجدد أن ترتفع الأرباح، وأن ينخفض متوسط أعمار المتداولين، وهذا الأمر مشجع جداً، والأمل معقود على أن يقوم هؤلاء المغامرون بتطوير علاقة أكثر ديمومة مع الاستثمارات، ويعد معيار «الراحة النفسية» مدخلاً مهماً في فهم عقلية الجيل من المستثمرين النشطين، حيث يشعرون بمتعة عقلية في الاستثمار بأنفسهم، وحتى خسارة الأموال تعتبر درساً قيماً ومفيداً لهم، وقد تحفز بعضهم على اتباع استراتيجية استثمارية متنوعة وطويلة المدى، ولا شك أنه كلما كان المستثمر أصغر سناً كان أقدر على تفهم طرق الاستثمار والتدرب على اتخاذ القرارات المصيرية وإدارة المخاطر، ويبدو أن غزوة السوق ستستمر، فهي أحد تجليات زمن الحجر المنزلي.