الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

علِّمُوا صغاركم الشجاعة

نعيش في عالم فيه الصالح والطالح، فبعض الناس يضربون أروع الأمثلة في الإحسان والخير والبعد عن أذية الآخرين، وبعضهم أيضاً يقترفون العظائم لإرضاء نفوسهم المريضة، فضمائرهم ميتة ولا يستحيون من الخالق ولا من الخلق، وهذه الفئة موجودة في كل زمان وفي أماكن كثيرة، وقد يحلو لها أن تقوم بأعمال تخالف القيم والمبادئ والفكر السليم، فتتجرأ على التحرش بالأطفال الصغار، لظنٍّ منها أن جرائمها يصعب اكتشافها إذا كانت مع الأطفال.

لذلك علينا أن نغرس في نفوس أطفالنا الشجاعة والجرأة لمواجهة هؤلاء السفلة الأوغاد، فالطفل الصغير يستطيع أن يفرق بين المخادع والصادق إن تربى تربية حسنة، والعتب في بعض الأحوال على الآباء والأمهات لأنهم لم يتوقعوا وجود هذه الفئات في المجتمع فتراهم لا ينمون الفطنة والذكاء في نفوس أطفالهم للتعامل السليم في مثل هذه الحالات.

أذكر أني شاهدت تجارب مصورة قام بها مجموعة من الكبار بعد الاستئذان من آباء الأطفال في مركز تجاري، بأن يقوموا بدعوة الطفل للذهاب معهم، فلاحظ الآباء بأنفسهم أن بعض الأطفال يمكن خداعه بسهولة كبيرة، لهذا علينا أن نخاطب الأطفال بكلام يناسب عقولهم حول هذه المواضيع.

كما أننا يجب علينا أن نعلمهم أن بعض أجزاء من الجسد لا يسمح بكشفها أمام أي أحد ولو كان من الأقارب، وعليه أن يمنع أي أحد من لمسها، فإن طلب منه أحد فعل ذلك فعليه أن يخبر والده أو والدته بأسرع وقت، أو يصرخ إن كان والده بعيداً عنه، فالمجرم ــ حتى لو كان كبيراً في الجسم ـــ سيخاف من طفل صغير إن وجد منه شجاعة في المواجهة والرفض، وتلك الشجاعة قد تحمي الأطفال من شرور كثيرة بإذن الله.

وقد يتطلب الأمر في بعض المراحل عدم السماح للطفل الصغير بالذهاب إلى بعض الأماكن وحده، إذ من الممكن تعرضه للتحرش في المصاعد أو الأزقة المظلمة، لهذا فإن وجود أكثر من طفل أو شخص كبير معه، سيكون مفيداً بإذن الله