السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عُمان متحف النيازك

تُعنى الدول في العالم بالتنوع البيئي والطبيعي الذي تتميز به أراضيها، لما لهذا التنوع من أهمية في تحديد المعطيات الأساسية لنموها الحضاري، وتأثير في الإنتاج الثقافي والصناعي، ولهذا فإن الموقع الاستراتيجي بالنسبة للعالم يحدد مدى ثراء الدول بهذا التنوع، ويقدم معطيات طبيعية عدة (الجغرافيا، والتضاريس، والثروات الطبيعية)، ومنها ما تجود به السماء من صخور قادمة من المريخ أو غيره من الكواكب.

وتشكل (النيازك) أحد أهم تلك الصخور التي تتحوَّل إلى قيمة ثقافيَّة ومعرفيَّة ذات دلالات عدة فوْر وصولها إلى الأرض، فكثير من تلك النيازك تُشكِّل قيماً حضارية، ولذلك هناك دول عديدة أسَّست متاحف خاصة للنيازك كما هي الحال في المملكة المغربية، التي أسَّست متحفاً للنيازك باسم (المتحف الجامعي للنيازك) في جامعة ابن زهر في أغادير.

ولعلَّ اهتمام سلطنة عمان بالنيازك نابع من قيمتها الحضارية والثقافية، إضافة إلى ما تتميز به السلطنة من تنوع طبيعي وجيولوجي ووفرة تلك النيازك في أراضيها؛ فبحسب إحصاءات جامعة واشنطن فإن عُمان ثالث دولة في العالم من حيث وفرة النيازك، حيث يتوافر ما يقارب 11 إلى 36 نيزكاً سنوياً، من أشهرها (نيزك جدة الحراسيس 91، وسيح الأحيمر 169، ونيزك ظفار 19)، ولهذا فإن المتاحف في السلطنة غنيّة بتلك الصخور الثمينة، لا سيما المتحف الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي وغيرها.


ولهذه الأهميَّة الحضارية التي تمثلها النيازك، فإن السلطنة تحرص على استرداد تلك النيازك التي خرجت من أراضيها لأغراض علميَّة، من ذلك ما تمَّ استرداده من النيازك العمانية النادرة من سويسرا في عام 2020، حيث تشكل (المجموعة الأولى من النيازك العمانية التي كانت في عهدة متحف التاريخ الطبيعي في العاصمة السويسرية بيرن، بموجب مذكرة التفاهم الموقعة عام 2009، بين السلطنة والمتحف لدراسة النيازك وتصنيفها)؛ وقد تضمنت هذه المجموعة نيزكين نادرين على المستوى العالمي مصدرهما القمر والمريخ يعودان إلى بلايين السنيين.


وفي المقابل فإن السلطنة تقدم سابقة علمية في إعادة النيزك (سيح الأحيمر 008) الذي عُثر عليه في محافظة الوسطى عام 1999، والذي يعود إلى موطنه الأصلي في المريخ عبر وكالة ناسا في حدث يهدف - بحسب وكالة الأنباء العمانية - إلى «التعرف على تاريخ النظام الشمسي ومكوناته من خلال مختلف العصور منذ ولادة الشمس والكواكب حولها».

إن هذا الاهتمام يكشف الوعي الحضاري في عُمان لأهمية هذه الصخور الغنية التي تسهم في الكشف العلمي والتاريخي للعالم.