الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شركات الكرة وسن الفطام

ترتبط الرياضة بالصحة والاقتصاد وأمن المجتمع في العديد من بلدان العالم التي احترفت هذا النشاط الرياضي منذ فترة طويلة، حيث توضع قائمة الأحداث الرياضية ضمن برامج الترويج السياحي، كما أن العديد من السياح يسافرون إلى العديد من الدول لمتابعة مباريات كرة قدم أو مصارعة أو كرة سلة وغيرها، أو لمشاهدة نجوم بعينهم.

الرياضة الإماراتية في حاجة إلى نقلة نوعية في عملية اختيار الرياضيين الأجانب، خاصة في كرة القدم، فالمحترفون الحاليون يساعدون الفرق المحلية على تحقيق نتائج داخلية لكنهم لا يصنعون شهرة واسعة لمسابقاتنا، لذلك يحتاج النشاط الكروي إلى مراجعة اللوائح الخاصة بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب.

يُدرك الجميع أن شركات كرة القدم المحلية لم تبلغ «سن الفطام» بعد، لأنها ما زالت تعتمد على الدعم الرسمي، وهذا لا يساعدها على التعاقد مع نجوم درجة ممتازة يجذبون السّياح ومزيداً من الضوء إلى البلد. هناك أندية لديها رعاة وشركاء، وهذا شيء حسن، لكن مجمل مداخيل شركات الكرة لا تلبي كلفة تعاقد نجم واحد مثل ميسي أو رونالدو أو نيمار أو غيرهم من الذين يجلبون عدسات الإعلام العالمية والشركات الراعية إلى المسابقات التي يشاركون فيها.

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيوبيلها الذهبي هذا العام بعد أن حققت إنجازات مذهلة في جميع المجالات، منها الوصول إلى الفضاء والمريخ، وعلى المؤسسات الرياضية أن تطّور عملها وتوسع نشاطها بما يتواكب مع التقدم العام للدولة، أي أن الاستراتيجيات الرياضية لمرحلة ما بعد الـ50 يجب أن تختلف عن الخطط الماضية وآلياتها.

الرياضة نشاط حيوي مهم، وشعبية كرة القدم تتوسع وتنمو كل يوم، لذلك علينا أن نستفيد من هذه الشعبية ونوظفها لخدمة الاقتصاد ونجعلها ضمن أنشطة الجذب السياحي، وهذا لا يتحقق من دون نجوم موهوبين محليين وأجانب.

هل تتمكن الأندية المحلية من التعاقد مع الفرنسي مبابي أو النرويجي هالاند أو غيرهما؟ يمكن أن يحدث هذا إذا يدخل القطاع الخاص بثقل كبير ويقدم دعماً مناسباً لتحقيق هذه الأحلام، وربما تربح الشركات الداعمة من مثل هذه التعاقدات أو تستعيد ما دفعته على الأقل إذا تُحسن التخطيط والتنفيذ.

نحن في حاجة إلى إدارات جريئة تجلب لنا نجوماً يجعلون مسابقاتنا تتردد في أرجاء العالم، فمن دون مشاهير سيبقى دورينا على حاله.