الاحد - 13 أكتوبر 2024
الاحد - 13 أكتوبر 2024

أزمنة الوباء.. معانٍ وقيم مختلفة

ألقت العاصفة الفيروسية بظلالها على العلاقات الدولية والصحة النفسية والعقلية للأفراد، ومظاهر حياة الناس اليومية.. والسؤال المطروح: هل المنظومة النفسية والاجتماعية والقيمية ستنجح في تجاوز هذه الأزمة الصحية؟

إن الأوبئة تربك إحساسنا بالواقع والنظام، فقد شكَّل الفيروس وغيره من الأمراض المعديّة على مدى التاريخ، تحدياً قوياً لمدى قوة وهشاشة القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية والصحية.

كما لا يتصرف الأفراد في أزمنة الوباء، وفقاً للحسابات الواقعية والحقيقية، بل هم مدفوعون دفعاً بانفعالاتهم ومشاعرهم المتوترة من التهديدات من تحور الفيروس، والتباعد، والقيود المفروضة، والعزل الممل للحجر الصحي، والبقاء في المنزل.


إذن، الوباء اختبار لمدى تماسك وتحضر المجتمعات، وقدرتها على حماية نفسها من الذعر الجماعي، وانتشار الشائعات، ونظرية المؤامرة، والخوف والقلق من عدم النجاة، وهي مجموعة من الخبرات ستبقى عالقة في الضمير الجمعي للمجتمعات، ومن الحصافة القول: إن أزمنة الوباء تخلق معاني وقيماً وأفكاراً وأنماطاً مختلفة للحياة الإنسانية.


الوضع الحالي يُعد أفضل من فترات تاريخية مضت، من ناحية الوعي الصحي، وطرق الوقاية، وتطورات التكنولوجيا الحديثة، واللقاحات، ومع ذلك، فإن الوباء مفاجئ وغير معروف، وسهولة انتشاره وتحوره تُعزز المخاوف أكثر بين المجتمعات، وظهور سلوكيات غير عقلانية، وظواهر نفسية غير مستقرة، بدافع القلق والهلع الشديد، وتتراجع القيم الحضارية، بدافع الاحتياجات البدائية، وصراع البقاء؟!
حتماً، التعافي أو التخفيف من آثار الوباء النفسية، يعتمد على مدى مواصلة المواجهة والحفاظ على التوازن الداخلي، وبث مشاعر الأمل والتضامن، وعبور الأزمة بأقل الأضرار النفسية والعقلية والصحية، والأهم من ذلك، عدم زعزعة ثقتنا بقيمنا وثوابتنا وفعل الصواب، حتى نعبر الأزمة بسلام، ونخرج أقوى وأكثر صلابة.