السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السلبيُّون.. والنِّعم

تمر بالإنسان في هذه الحياة مواقف مختلفة، فأحياناً يشعر بسعادة عظيمة وأحياناً يرى أشياء تثير غضبه، فالدنيا فيها ما فيها، ولكن بعض الناس يسرف في النظرة التشاؤمية والسلبية.

ذلك الشخص لا يرى للحياة أي بهجة، فإذا مدحت أمامه مسؤولاً بادر بنقده وذكر عيوبه، ولو ذكرت شيئاً من الخدمات المتميزة التي تقدمها جهات خدمية مختلفة لاعترض كلامك قائلاً: ولكن..

وهو إن جلس في أي مجلس يبادر بكثرة النقد وتصيد العيوب والأخطاء، وهذه بلا شك نظرة مغلوطة للحياة، قال عليه الصلاة والسلام: «انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» (رواه مسلم).

ففي هذا الحديث إرشاد لنا بأن ننظر إلى نعم الله علينا بنظرة طيبة منصفة، فقد يتمنَّى عدد كبير جداً من الناس أن يعيش مثل حياتنا، فعملك الذي تتذمر منه قد يكون من أحلام الحياة الكبرى عند بعض الناس، وبيتك الذي تسكن فيه، مهما كان متواضعاً، يعد قصراً أمام منزل من الصفيح تسكن فيه عائلة كاملة يعانون فيه من برد الشتاء وحر الصيف.

علينا إذن، أن نعرف شأن النعم، وألا ننظر إليها وإلى الحياة بنظرة سلبية، وما سبق يدخل كله في باب الرضا، فهو من أبواب النعيم في الدنيا.

وإذا رأينا من يكثر النقد، وينظر للحياة بنظرة سلبية فعلينا أن نذكره بفضل الله عليه، وأن نبين له أن الحياة لا تصفو لأحد، فلينظر إلى النعم التي يتمع بها ليل نهار.

والعجب أنك قد تشاهد بعض من يعانون من أمور عظيمة يكثرون من حمد الله، وتشاهد بعض من تغمرهم النعم يتذمرون ويشتكون.

أرجو ألا يفهم من كلامي السابق عدم السعي لتصحيح الأخطاء وتدارك السلبيات، بل المقصود: نظرة منصفة لنعم الله علينا، فالنعم إن أكثرنا شكر الله عليها دامت بإذن الله، ومن كان دائم التذمر والسّخط فهو يعذب نفسه بنفسه.