الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

فن الإدارة

دائماً ما تعاني الرياضة الإماراتية لدينا على مستوى الجانب الإداري، وأعتقد أنها الحلقة الأضعف لدينا، وتحتاج إلى الكثير من العمل والتطور والصقل، لأنها الأساس الذي يجب أن تقف عليه كل الأنشطة الرياضية، وفي حال توفر الكفاءات الإدارية الناجحة، سنتمكن من رؤية انعكاس هذه النجاحات على أرض الواقع، لكننا للأسف نعاني شرخاً كبيراً في هذا الجانب، ونتجاهله بأسف أكبر.

التطور الذي حدث في الرياضة، والنقلة الكبيرة التي وصلت إليها مختلف الألعاب، جعلت العمل الإداري يتحول من الهواية إلى الاحتراف، وباتت الإدارة تقسم إلى عدة وظائف داخل الأندية والاتحادات الرياضية، وتدار بشكل يومي ومنظم، وليس في فترة المساء وخلال أوقات الفراغ مثل الذي لدينا.

أعتقد أن الأفلام الوثائقية للأندية الأوروبية، منحتنا فرصة كبيرة لمشاهدة طريقة العمل داخل وخارج أرضية الملعب، بالنسبة لفرق كرة القدم، وشخصياً تعجبت كثيراً من الأمور والتفاصيل الدقيقة التي نشاهدها في الأندية التي تحولت إلى مؤسسات وشركات، تهتم بكل شيء من أجل الوصول إلى النجاحات المطلوبة.

هذا التحول الإداري الهائل، والعمل اليومي مثل خلية النحل، داخل أسوار الأندية يحتاج منا إلى وقفة جادة، لأنه من غير الممكن أن نشاهد ما تقوم به الأندية في مختلف أنحاء العالم، أتحدث هنا على المستوى الإداري، فعملية التعاقد مع مدرب أو لاعب، تأخذ دراسة طويلة جداً ويتم الاهتمام بكافة تفاصيل المدرب أو اللاعب الذي يتم انتدابه، وبعد تقديم الدراسات ومعرفة فرص نجاح الفريق معه، وفقاً للميزانية المتاحة، يتم بعدها رفع كافة التفاصيل إلى الإدارة العليا للموافقة، عكس ما لدينا تماماً، إذ من الممكن أن يتم التعاقد مع لاعب أو مدرب دون دراية الإدارة الفنية إن وجدت.

نحن نملك الإمكانات وكل سبل النجاح، ولا يمكننا لوم اللاعبين والمدربين على عدم نجاحهم، لأن لن نصل إلى تحقيق مرادنا، إذ لم نعامل الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص باحترافية أكبر وباهتمام أكثر، لأننا بحاجة إلى عمل حقيقي والاهتمام بتفاصيل عديدة جداً، وبكل صراحة كوادرنا الإدارية بحاجة إلى تغييرات عديدة وإضافات أكاديمية وخبرة عملية أعلى.