الاثنين - 07 أكتوبر 2024
الاثنين - 07 أكتوبر 2024

رمضان.. سبب الإكرام

يوم الثلاثاء المقبل، على أبعد تقدير، سنحتفي بأول أيام الشهر الفضيل، الذي يأتينا هذا العام وسط ظروف صحية ليست ببعيدة، عن ظروف العام الماضي.

الحمد لله، أن الشهر هو الشهر، في صحة أو في غيرها، وأن رب الشهر، سبحانه وتعالى، واحد، في كل زمان ومكان، والمنة العظمى له جل جلاله، في أن باب اغتنام فرص المغفرة والرحمة والعتق ينفتح على مصراعيه من جديد، لكل من ألقى السمع وهو شهيد.

الفرحة بدخول شهر رمضان ينبغي أن تتعاظم في النفوس، وبمختلف أنواع التعظيمات الممكنة، الظاهرة منها والباطنة، فالأولى ـ الظاهرة ـ مفيدة جداً في الشعور بالمختلف الذي تتوق النفوس إليه، سواء كان ذلك في المطعوم أو المشروب، أو الزينة أو غير ذلك من عادات وأعراف، تصالح وتآلف عليها أصحابها، والثانية ـ الباطنة ـ مهمة هي الأخرى في تجديد الصلة بين العبد وخالقه، عظم شأنه، وجل جلاله..

شهر رمضان فرصة كبرى، ونفحات عظمى، وفي هذا الخصوص، يقول سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه: «افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ»، أخرجه الإمام الطبراني، ورواه الإمام القضاعي في (مسند الشهاب)، والإمام أبو نعيم في (حلية الأولياء)..

بعضنا يعتقد أن شهر «رمضان» ضيف ينبغي أن نكرمه، ظاهراً أو باطناً، وهذا صحيح إلى حد ما، ولكن الأصح هو أن «رمضان» سبب لأجل أن يكرمنا الله تعالى فيه، وفيما بعده، بمختلف أنواع المكارم التي تفوق ما يمكن أن تراه العيون، أو تسمعه الآذان، أو يخطر على قلب أحد من البشر.

أختم بأن شهر رمضان، سبب أساسي للإكرام الرباني، والفائز فيه، من أهَّل نفسه ليكون من المكرمين، وجهّز نفسه من الآن، لإمعان النظر في وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أوَّلُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النَّارِ، فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحتْ أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ، وللهِ عُتقاءُ من النَّارِ، وذلكَ كلَّ ليلةٍ»، أخرجه الإمام الترمذي والإمام ابن ماجة.