الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

المرونة في التفكير.. قوة ناعمة

لا غلو بأن المرونة في الحياة والتفكير هي استجابة أساسية للتغيير، والعمل على التكيف مع التحديات إذا حدثت، وإدارة المواقف بحكمة، والخروج منها بأفضل المكاسب أو بأقل الخسائر، ومن أراد أن يتكيف مع الناس ويتأقلم مع الظروف من حوله، فلا بد أن يتقن مهارات التفكير المرن؛ لكي يُطلق العنان للأفكار الريادية.

والمرونة في التفكير هي جزء من سمات الشخصيات المتصالحة مع نفسها، فلا يمكن لشخص متشنج ولم يعتد التفكير أصلًا أن يتعلم المرونة في التفكير فهي مهارة وتربية وثقافة تتسم بها الشخصية المتزنة.

الملاحظ أن التشدد لا يزال يلقى قبولًا، وسببه في الواقع غياب فاعليَّة الأفكار الحيَّة، وقصور الأفكار المرنة.

فإن لم يجد المسلم الوسطيُّ الخيارات الفكريَّة المرنة التي تنسجم مع عقيدته وزمنه فإنه ينسحق بالأفكار الإرهابية الهدامة.

والنفس الغالبة على التشدد تمتلك دوافع عدوانية، بل تتسم ببوادر إجرامية، والتعاطي مع ثقافة الغلو ليس فكراً البتة، بل هي دوافع نفسية مرضية يبحث عن مسوغ وذريعة فكرية دينية يتشبث بها أو يحتمي بها، وتقلص من مجالات الإدراك والتفكير، وبالتالي يلقى حتفه وانقياده إلى نقطة اللاّعودة.

والتعايش بين الناس، وصناعة قيم التسامح، وتعزيز مناخات التلاقي والانفتاح على الثقافات الإنسانية، لا يمكن أن تحدث أو تصنع بدون الانفتاح والمرونة في التفكير، وهذه المهارة تشكل الخمائر الأولى لكل أنواع القوة الناعمة.

وقد اتسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تفكيره بالمرونة والطلاقة في التفكير، وإلا كيف تم تعزيز ثقافة التعايش السلمي في الإمارات، وصولاً إلى مخرجات التسامح ونتائجه على الصعيد الوطني، وفق استراتيجية محكمة تهدف إلى مد جسور التواصل والتعاون مع مختلف ثقافات الشعوب الأخرى.