الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

خبراء عمر المنتجات

مع بزوغ عصر الثورة الصناعية في الغرب، أفرزت حركة الابتكار والتصنيع سيلاً متدفقاً من المنتجات، حيث أخذت الشركات والمصانع تتنافس على جودتها وكفاءتها حتى بلغت في القرن الـ20 مرحلة من الكفاءة العالية، خصوصاً تلك التي ارتبطت بشكل مباشر بحياة الناس، إلى الحد الذي باتت الشركات تخشى من انخفاض حركة الطلب على كثير من تلك منتجاتها التي لا تبلى ولا يصيبها العطب لسنوات طويلة.

وفي مرحلة لاحقة، تحولت اهتمامات المصنعين حول العالم من تطوير منتجاتهم، إلى العكوف على منحها عمراً افتراضياً يتناسب مع سعرها الزهيد ويجعل من الطلب عليها أمراً مستمراً ودائماً من قبل المستهلكين.

ومن يستخدم الأدوات من شفرات الحلاقة، حتى كوب الماء وصولاً لشاحن الهاتف، سيكتشف أن كل جهاز نستخدمه في حياتنا اليومية، لديه نقطة ضعف دائماً ما تتسبب في تلف هذا المنتج أو ذات والذهاب بالتالي لشراء آخر جديد.

وربما لا يدرك كثير من المستهلكين أن الشركات باتت تنفق كثيراً من المال والوقت لتصنيع نقاط الضعف تلك في أي منتج، بالرغم من أنها قادرة على صنع آلات وأدوات ذات عمر طويل جداً شبيهة على سبيل المثال باللمبة المئوية الشهيرة الموجودة في محطة إطفاء «ليفيرموري» بولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي تعد وفقاً لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية من أقدم اللمبات على وجه الأرض، حيث يمتد عمرها لأكثر من قرن من الزمن منذ أن عملت لأول مرة في مطلع القرن الـ20.

وهناك كثير من الأمثلة يمكن أن نصادفها في حياتنا اليومية لآلات وحتى ملابس تعود لفترات قديمة، لا يزال أصحابها يتباهون بكفاءتها رغم مرور فترة طويلة منذ إنتاجها، بل ويقارنونها بمنتجات حديثة من نفس النوع ما تلبث حتى تتعطل بعد فترة وجيزة من اقتنائها.

وقد أدركت بعض الشركات في العالم هذه المفارقة، التي أصبحت حديث الناس في العالم، فسارعت للإعلان عن منتجات غالية الثمن، لكنها تباع بضمانة استخدام «مدى الحياة»، كما هي الحال مع بعض أطقم السكاكين والأحذية ومنتجات أخرى بدأت تظهر كمنتجات فائقة الجودة، غير أنها لا تزال لا تباع على نطاق واسع في الغالب، حيث بات نمط البحث عن المنتج رخيص الثمن سمة أساسية في ثقافة الاستهلاك البشري حول العالم، على الرغم من رداءة كثير من هذه المنتجات وقصر عمرها.