الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

زوِّجُوه «يعقل»

تنطلي على العقول كذبات تتدثر تحت غطاء «الكذبة البيضاء»، وهي أشد سواداً في وقعها وقبحها، لتكون مقولة “زوجوه بيعقل" مثلاً قد ترسخت في لاوعي الجماعة من أحد أمثلتها.

درج البعض على استخدام هذه المقولة لإسقاطها على ذلك الابن الشاذ عن قواعد السلوك والمتسم بالطيش الذي لا يحده عقاب أبوي أو عقوبة جزائية في بعض الأحيان، فيأتي الخيار بتزويجه بنت الأخيار التي لا ناقة لها ولا جملٌ ولا فرار.

يذهب الأهل إلى بيت تلك الفتاة وينسجون المدح في ابنهم الذي لا مثيل له في الأخلاق والكمال، وهذا عكس الحقيقة، ويقولون جملتهم الشهيرة:" نحن ما بنمدح ولدنا.. وانشدوا عنه".

هنا مربط الفرس «انشدوا عنه»، فيلجأ أهل البنت إلى سؤال المعارف والبحث في سجله الجنائي لتأتي النتائج مبشرة، ثم يحين وقت سؤال الأصحاب من حوله وهنا الطامة الكبرى، فالصاحب لن يفضح أفعال صديقه، فهما في الهم سواء!

لكن بنت اليوم لا تشبه بنات الأمس ممن تمر عليهن الأشهر السمان بالعسل، ليسقط القناع عن الطفل المدلل ويبدأ بالتغيب تدريجياً في ساعات الليل وتكثر سفراته، ويكون منزل أهل الفتاة هو أقصر الطرق لأخذ استراحة منها، وتتعدد العلاقات ويصبح الخلاف على أتفه التوافه أمراً معتاداً ليزداد الوضع سوءاً بإنجاب الطفل الأول، فتصبر وتتحمل بحجة أنه سيعتدل بعد مرور السنين.

تلك الصَّبُورة هي بنت الأمس، أما بنت اليوم فإنها تختبر الخطيب الطائش بطريقتها، وذلك ما فعلته، حين اتفقت مع صديقاتها للبحث عن سجله الرقمي في مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا كان الفخ، ولكم أن تتخيلوا تتمة القصة!