الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاتحاد المريض

في سابقة هي الأولى من نوعها، احتجبت القنوات التلفزيونية عن نقل مباريات دوري أبطال آسيا لنسختها الجديدة 2021، ولم تعلن أي قناة عربية حصولها على حقوق بث المسابقة تلفزيونياً، رغم المحاولات التي قامت بها قنواتنا الرياضية المحلية الثلاث في سبيل الحصول على الحقوق، فإن جهودها اصطدمت بجدار المبالغة المفرطة في المطالب المالية من جانب الاتحاد الآسيوي، لتنطلق منافسات النسخة الجديدة وسط تعتيم إعلامي تام، حيث لم تتمكن جماهير غرب القارة من متابعة مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات، في خطوة أثارت استياءً كبيراً في الأوساط الرياضية تجاه الاتحاد القاري، الذي يدعي التعاون والعمل على نشر اللعبة وتطويرها بينما يتصرف عكس ما يدعي تماماً.

عندما يمتنع الاتحاد الآسيوي عن منح حقوق البث التلفزيوني للدول التي تشارك أنديتها في البطولة القارية وتغالي في مطالبها المالية، فإن ذلك التصرف يؤكد أن نشر اللعبة وتطويرها ليست ضمن أجندتها أو أولوياتها، وإذا كان هذا هو المنطلق الذي يعتمده القائمون على الاتحاد الآسيوي، الذي لم يراعِ الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب الجائحة، التي تسببت في إلغاء نسخة العام الماضي وإقامة جميع المباريات دون جماهير، بل قامت بما هو مخالف للمنطق عندما طالبت بأرقام فلكية نظير بيع حقوق النقل التلفزيوني، ومن يفكر أو يتصرف بهذا الأسلوب لا يهدف إلى تطوير اللعبة بل إلى تدميرها والقضاء على البطولة الأهم في القارة.

بموقفه هذا أثبت الاتحاد الآسيوي أن كل ما يتحدث عنه بخصوص نشر اللعبة مجرد شعارات وهمية، وبتصرفه هذا أكد للجميع أن كل ما يهمه ويشغله هو الجانب المادي والمكاسب المالية فقط، وامتناع القنوات التلفزيونية ورفضها الرضوخ أوقعته في المحظور.

كلمة أخيرة

في فترة الثمانينيات كان حال الاتحاد الآسيوي يرثى وكان يطلق عليه بالاتحاد المريض، إلى أن جاء محمد بن همام وأعاد له كيانه ليقف شامخاً بجانب الاتحادات القارية الأخرى، وما يحدث مؤخراً مؤشر على اقتراب عودته لحقبة الاتحاد المريض.