الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سقوط «الآسيوي»

من المؤسف حقاً أن نصل إلى 2021، ولا يتمكن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من بث أقوى مسابقة له على شاشات التلفاز، وهي دوري أبطال آسيا، بسبب تعنته وتضارباته الغريبة والمجحفة في حق قنواتنا التلفزيونية خاصة في منطقة الخليج، ما منع المشاهدين من متابعة فرقهم في النسخة التي انطلقت الأسبوع الماضي.

ما يفعله الاتحاد القاري غريب للغاية، ولا يوجد له مبرر ولا تفسير، سوى أن الأطماع أطاحت بصاحبها، كونه يفرض مبالغ باهظة جداً على قنواتنا التلفزيونية ويمنح مسابقات لدول أخرى بأسعار رمزية، وهي سياسة الكيل بمكيالين، ويحسب لقنواتنا التلفزيونية أنها تجاهلت مسابقة دوري أبطال آسيا، لأنها بكل تأكيد لا تستحق المبلغ الذي يطلبه الآسيوي.

في الوقت الذي تتطور فيه الاتحادات القارية وتتقدم كرة القدم حول مختلف أنحاء العالم، يصر الاتحاد الآسيوي على تبني أساليب لا تمت بصلة للمفاهيم التي جاءت من أجلها كرة القدم، ولا بالشعارات التي يرفعها ويرددها الاتحاد الآسيوي من حين إلى آخر، لأن ما يحدث حالياً في أمور عديدة جداً، شيء مؤسف ولا يليق بكرة القدم في أكبر قارات العالم.

نتساءل دائماً، لماذا يضع هذا الاتحاد شروطاً صعبة ومبالغ مالية عالية جداً لقنواتنا من أجل الحصول على حق مشاهدة أنديتنا ومنتخباتنا في المسابقات الآسيوية، في الوقت الذي تحصل فيه دول شرق وجنوب شرق القارة على الحقوق بأسعار رمزية وبعيدة جداً عن الأرقام التي تعرض علينا.

يحسب لقنواتنا الرياضية أنها تجاهلت هذا الاتحاد، وهو الخاسر الأكبر من عدم بث مباريات البطولة في غرب القارة عبر شاشات التلفاز، لأنه سيتضرر في نواح عديدة أبرزها الجانب التسويقي الذي سيدخله في نفق مظلم على مستوى العائدات، كون البطولة لا تبث في منطقة اقتصادية هامة جداً على مستوى العالم وليس آسيا فقط.

المبالغ التي يطلبها الاتحاد الآسيوي، أولى بها أمور عديدة من مسابقاته، ومهما طال الزمن أو قصر، سيرضخ للتجاهل الحالي، وحينها سنتمكن من فرض طلباتنا وكل ما نريده عليه، لأن مشاهدة أنديتنا ومنتخباتنا في البطولات الخارجية حق لكل مشاهد وليس احتكاراً.