السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لا تستسلم للوساوس

شكت إلي إحدى الأخوات أنها بعد موت زوجها أصبحت تعاني من وساوس في جانب فقد المقربين والأحبة، فإذا مرض أحد أولادها خشيت عليه من الموت، وغلب عليها هذا التفكير كثيراً، حتى أنها راجعت بعض العيادات النفسية

كما شكا إلي أحدهم أنه أصبح يخاف من الموت جدّاً، فتكدرت حياته وتنغصت، وآخر تسلطت عليه هذه الوساوس بسبب مرض ابنه، فحدثني أنه خشي على نفسه الخروج من الدين، لأنه وصل إلى مرحلة خطيرة، فيها تتابعت الأفكار الاعتراضية المتعلقة بعدم الرضا بالقضاء والقدر، ثم انتبه أنه يفكر بطريقة غير صحيحة أبداً.

والجامع لهذه الحالات وغيرها هو عدم النظرة السليمة للابتلاء، فالإنسان في الدنيا قد يبتلى بأنواع مختلفة من البلاء، فإن صبر على البلاء فله الأجر العظيم عند الله تعالى، فالمصائب في الدنيا إن صبرنا واحتسبنا كفارة ورفعة في الدرجات.

وفي صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه».

فمن نظر إلى المصائب بهذه النظرة ارتاحت نفسه واطمأن قلبه، وسلم من هذه الوساوس المتعبة، ومن أضاف إلى ذلك حسن ظن بالله وتأمل لسعة رحمة الله وأنه رحيم بعباده، وأنه أيضاً حكيم في بلائه فقد يبتلى العبد لحكم عظيمة يعلمها الله ولا يعلمها العبد فهنا سيرتاح بالكلية إن شاء الله من هذه الأفكار السلبية.

وهذا ما نراه عند الموفقين، فلو وقعت على أحدهم أعظم المصائب فتراه يثبت كالجبال الراسية، ولا يجزع ولا يتكلم بالكلام القبيح في حق الله تعالى بل يرضى ويُسلَّم، وهذا لا يعني أنه لا مشاعر له بل حاله كحال سائر الناس، يحزن ويتألم ولكن لا يفكر بطريقة سلبية.

ومن فوض أمره إلى الله، وآمن بالقضاء والقدر، وأحسن العمل، لم يكد يلتفت إلى هذه الوساوس بل سيغتنم وقته في فعل الخير والإحسان إلى الناس.