السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هالات الافتراض المُخادِعة

كل يوم، يطلع علينا فيه العديد من الفئات المجتمعية، بتسجيلاتهم المصورة عبر منصاتهم الاجتماعية، منابر افتراضية، عامة.. ضحاها، فئات تبنت عناوين متعددة للظهور من خلالها للناس، تتفاوت في ثقافتها، وطريقة تفكيرها، وأهدافها أيضاً، فالبعض ولج تلك المواقع لكي يقدم نفسه للآخر من خلال ذلك العنوان الاجتماعي، أو التجاري، أو الإنساني أو الوطني، أو العلمي، أو التثقيفي العام، بقصد التنوير والإسهام في رفد المجتمع بمعلومات موسعة وشاملة عن طريق تلك الوسائط، وإثراء الجانب المعرفي لديهم.

وهناك، من اتّخذ عنواناً، لافتاً بقصد الشهرة، واجهة جاذبة يروّج من خلالها لنفسه، وبخاصة، حينما تتصل العناوين بالإنسان، وبمشاعره، وبتطوير مهاراته، وقدراته، الذاتية، ومساعدته في اكتشافها، وتوجيهه للسبل المثلى لإدارة حياته، الخاصة، والمهنية.. إلخ.

اليوم، ليس من الصعب أن تكون «قائداً فِكريّاً، أو مصلحاً اجتماعيّاً، أو مطوراً بشريّاً» عبر تلك الوسائط، ولكن، عليك أن تكون صادقاً في أهدافك في المقام الأول، وتمتلك المقومات التي تؤهلك لتلك القيادة، فالقليل من يتكئ على ثقافة متخصصة، عميقة، بزخم مهني، وحياتي زاخر بالتجارب، والاكتشاف، والبعض الآخر ما هو إلا «ناسخ» لكل ما يكتبه، وينشره الغرب من أفكار، ويقوم بترجمته، ثم يسّوقه على أنها «بضاعته»، ومن جيب ثقافته، ومجهوده الخاص!

يحدث الارتباك لدى المتلقي، وتسحب الثقة من ذلك «القائد، أوالمطور الاجتماعي»،المزعوم، حينما يجد المتلقي نفسه أوسع اطلاعاً، وأكثر ثقافة في العنوان الذي انبرى في تقديمه، ليجد نفسه أمام «ناقل غير أمين»، وليس خبيراً، مختصاً..عارفاً في مجاله، أمّا الخيبة الكبرى، فحينما يصطدم المتلقي بأسلوبه الفج خلال نقاشاته، المباشرة، العامة، الذي يفتقر إلى المصداقية، وإلى اللباقة، والشراسة أحياناً، المخيّب، والمناقض تماماً عمّا كان يروّج له من مفاهيم، وقيم، وأساليب، وأفكار متقدمة، راقية، حضارية عبر منصاته، وحينها فقط يمكن أن نجزم بداية تلاشي الهالة التي أحاط نفسه بها، وسقوط من نصّبوا أنفسهم «قادة اجتماعيين»، مزيفين عبر منصاتهم الافتراضية؛ هالات الوهم المخادِعة، التي سوّقت لبعضها بعض وسائل إعلامنا المحلية، التي لا تنفك أحياناً من تقديم أي نمودج افتراضي مُشاع، جريء، دون التحقق من مصداقيته، وحقيقة أهدافه، أو مشروعه، ونصاعة أدواته، وأخلاقياته!