الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الترابط الأسري سر السعادة

أمعنَ الفلاسفة في القرون القليلة الماضية، وعلماء النفس والأحياء في السنوات الأخيرة، البحث المستمر في محاولتهم لكشف ماهية السعادة وأسبابها.

وإذْ لا نستطيع أن نُنكر دور العوامل الخارجيّة، مثل الصحة ووفرة الغذاء والمال للإسهام في إسعاد البشر، فإن هناك عوامل غير ماديّة قد تفوق أهميتها تلك الخارجية في ارتفاع نسبة السعادة لدى الناس.

لا شك بأن للمال دوراً في إسعاد الناس، خاصة لتلك الفئة التي تعيش على خط الفقر، لكن هذا التأثير لا يدوم إلا لحد معيّن ومدة محدودة، وتعود الأمور بعدها إلى وضعها السابق.

بمعنى أنه سنسعد كثيراً عند حصولنا على ثروة كبيرة لعدة أسابيع أو أشهر، ومن بعدها يُصبح الوضع عادياً على المدى الطويل، ويرجع مستوى سعادتنا إلى ما قبل حصولنا على الثروة.

بالرجوع إلى العوامل الداخلية «غير المادية» سنجد أن دور الأسرة والتماسك الأسري والمجتمعي يُسهم بشكل أكبر يفوق العامل المادي، في ارتفاع نسبة السعادة لدى الأشخاص، وعيش الإنسان في كنف أسرة سعيدة مترابطة سينعكس حتماً على محيطه الذي يعيش فيه، ومن ثمّ ننتشر هذه العدوى الحسنة في المجتمع ليُصبح أكثر تماسكاً وتجانساً، فالعيش في مجتمع متماسك ومتعاون ينتج عنه بشكل تلقائي محيط يشعر بالسعادة والأمان، وهو الأمر الذي لا يستطيع المال والعوامل الأخرى توفيره.

خلاصة القول هو أن تأثير العوامل المادية، وخاصة المال، في ارتفاع نسبة السعادة أقل من تأثير المعنوية منها، فالإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع العيش لوحده، ولن يشعر بالسعادة إلا في العيش وسط محيط يمنحه الطمأنينة والأمان.