الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إنّما الأعمال بالنيات

تخيّل لحظة مثولك أمام ربك ومعك رصيد حافل بالأعمال الصالحات من الصلوات والعبادات والصدقات، وترمى على وجهك لأنك ما قدمها ابتغاءً لوجه الله، بالمقابل ثمَّ شخص لا يملك في جعبته إلا القليل من الصالحات لكنه عملها خالصة لوجه الله، بذلك تكون هذه الأعمال القليلة أثقل في الميزان وأعظم قيمة عند الله من تلك التي تكون كجبال التهامة في حجمها وهي خالية من الإخلاص وابتغاء وجه الله.

إن قيمة الأعمال عند الله تقاس بمدى الإخلاص فيها، فالإخلاص لله هو الشرط الأساسي في كل عمل يقوم به المرء، فعمل بلا إخلاص لا أجر له، وصلاة بلا إخلاص لا ثواب لها، وصدقة بلا إخلاص لا أهمية لها إطلاقاً.

الإخلاص عند الإمام أحمد بن حنبل أن تعمل عملاً لا تريد به الدنيا، وقال إبراهيم بن أدهم الإخلاص هو صدق النية مع الله، وقال سهل بن عبدالله الإخلاص هو أن يكون سكون العبد وحركاته لله، وقال أبوعثمان: الإخلاص هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق، وقال العلماء إن الإخلاص هو القيام بالأعمال للتقرب بها إلى الله وحده لا رياء ولا سمعة، ولا طلباً للدنيا وإنما يرجى بها ثواب الله ويخشى بها عقابه، ورجاء رضاه دون أن يشرك معه أحد، ولقد أكد الله سبحانه وتعالى إذ قال: «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وذلك دين القيمة (البينة- 5).

لذا يجدر بنا في شهر رمضان الفضيل أن نقف أمام أنفسنا ونسأل: هل نطلب من أعمالنا رضا الله وحده؟ هل قمت بأي عمل لا يعلمه إلا الله وما ابتغيتُ منه إلا وجه الله ورضاه؟

إن من أعظم أسباب غياب الإخلاص في أعمالنا هو طلب الدنيا وانتظار المدح والثناء، ولا سيما في عصر شبكات التواصل والإعلام الاجتماعي الذي نحياه، لأن الإخلاص لا يقر في قلب عامر بحب المدح والثناء وطلب الدنيا، ينبغي أن نتذكر أن الله لا يقبل العمل الصالح ما لم يكن مصحوباً بالإخلاص لله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى»- (متفق عليه) وقال: «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغي به وجهه» (أخرجه النسائي).