الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

السوبر ليغ انقلاب كروي

حالة من الغليان والعصيان تسيطر على الوسط الرياضي العالمي والأوروبي بالتحديد بسبب بطولة السوبر ليغ، القصة ليست وليدة اللحظة، وانطلقت شرارتها قبل سنوات، عندما وجدت الأندية الأوروبية الكبرى نفسها أنها أكبر وأقوى نفوذاً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومع ذلك كان اليوفيا هو المتحكم بالأندية الكبرى في العالم، وهو من يقرر مصيرها ويفرض شروطه عليها بما فيها العقوبات والغرامات، الأمر الذي كان وراء تزايد الضغوط من رابطة الأندية الأوروبية لتعديل نظام دوري أبطال أوروبا. كان ذلك في 2016 وكانت البداية لمقترح بطولة جديدة أطلق عليها السوبر ليغ، تشارك فيها الأندية الكبرى صاحبة النفوذ، على أن تكون المنافسة بين 20 نادياً 15 ثابتة لا تتغير و5 أندية متغيرة.

الغريب في الموضوع أن الاتحاد الأوروبي وافق على المقترح في بداية الأمر، ولكن سرعان ما تراجع ورفض، عندما اكتشف القائمون عليه أن السوبر ليغ ستكون خارج سيطرتهم وستضعف من مكانة الشامبيونزليغ، خاصة بعد الإعلان عن المبالغ المالية الضخمة التي سيحصل عليها كل نادٍ مشارك، والتي تصل إلى 400 مليون يورو في الوقت الذي لا تتجاوز فيه مكافأة بطل دوري أبطال أوروبا 100 مليون بحد أقصى. وفي أول رد فعل رسمي أصدر اليوفيا بياناً اعتبر فيه البطولة غير قانونية، وتوعد بعقوبات قاسية تجاه اللاعبين قد تصل لحرمانهم من المشاركة في كأس العالم القادمة، يحدث ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الطرف الآخر خطواته نحو الإعلان عن تفاصيل البطولة الجديدة، التي تجد معارضة من جانب بعض الاتحادات الأوروبية، التي تصر على الحفاظ على موروثها الكروي والإبقاء على البطولات التقليدية كونها الأساس الذي انطلقت منه.

كلمة أخيرة

مشروع السوبر ليغ أحدث انقساماً في كرة القدم الأوروبية والعالمية، وبين الأندية المؤيدة وأخرى معارضة هناك اتفاق جماعي على أن ما يحدث بمثابة حرب أهلية كروية الكاسب فيها خاسر، والخاسر الأكبر هي كرة القدم التي ستدفع ثمن صراعات الباحثين عن الثروات على حساب المتعة الكروية.