السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الخليج.. على خطى الجيل الذهبي

عاش سكان الخليج العربي منذ مطلع سبعينيات حتى نهاية تسعينيات القرن الماضي طفرة حضارية شاملة وواسعة، طالت جوانبها مختلف مناحي الحياة ولا تزال هذه الطفرة ممتدة حتى وقتنا الحالي.

ويعد جيل تلك الفترة في دولة الإمارات العربية المتحدة من الجيل الذهبي، الذي عاصر قيام الاتحاد، إذْ كان حاضراً عند انطلاق قطار التنمية والبناء في جميع إمارات الدولة، كذلك كان حال بعض الدول الخليجية الأخرى، حين استقر بهم الحال من عصر الغوص بحثاً عن اللؤلؤ إلى ازدهار بعد استخراج الذهب الأسود.

ثم توالت الطفرة الحضارية بعد ذلك، وكانت تلك الفترة مليئة بالأحداث الجميلة في دول الخليج بشكل عام، حيث لم تلوثها عواصف السياسة ولم تتلون الوجوه بعد، ولم يدخلوا بعد في أتون التصنيفات أو التحزبات ذات الأيديولوجيات السياسية.

لقد نشأ هذا الجيل وواكب حركة التطور الثقافي والتكنولوجي وغيرها من الأنشطة الثقافية والرياضية، ولعب التطور الإعلامي والتلفزيوني والإخباري دوراً هاماً في عدم انشغال الناس بالمحيط الخارجي، وكان تركيزهم على حياتهم ووطنهم، وكان جُل وقتهم كيف تتم عملية البناء والتطوير والسعادة الاجتماعية.

وفي نهاية التسعينيات تغير حال الواقع الخليجي عبر نافذة الإعلام الموجه، وبرز أصحاب الأموال ومديرو اللعبة العالمية والسياسية، ومن معهم وأيدهم في عالم المجهول والحروب، ورغم تلك المتغيرات التي طرأت في المحيط الخليجي إلا أنه بقي ثابتاً يمتص الصدمات وينجح في حل الخلافات، ويصون واقعه الجغرافي والسياسي.

اليوم، يحاول الجيل الجديد أن يستعيد ذاكرة الزمن ونمط الحياة وصور الفرح والسعادة التي عاشها الجيل الذهبي، محاولاً تقمصها والعيش فيها، ورغم مرارة وقسوة الواقع السياسي التي يراد فرضه عليه إلا أنه قادر على مواجهة رياح التغير بكل قوة، متمسكاً بسلامة واقعه، وناشراً روح الأمل والتفاؤل حتى في محيطه الخارجي، أي في الدول العربية التي أصابتها آفة التحزب، والطائفية البغيضة التي كبلت شعوبها في مؤامرات وحروب لا طائل منها غير التفكك والتشرذم.

ورغم النكبات التي حلَّت في الوطن العربي يواصل قادة الخليج بكل ما أوتوا من قوة مواصلة التنمية الاجتماعية والحضارية والسياسية، من أجل أن تستعيد المنطقة الخليجية والعربية روح الاستقرار والأمن والأمان للأجيال القادمة حتى لا يصيبها وهن الظروف السياسية التي تحرق أحلام الشعوب التي تتطلع لصنع واقع إيجابي، وحياة جديدة ملؤها السعادة والاستقرار.