الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

درر الكرة وشاشة رمضان

تناولتُ سابقاً موضوع إهمال كتّاب الدراما والرواية والقصة لقضايا كرة القدم المحلية، فهم مازالوا يعّدون هذه اللعبة مجالاً ترفيهياً فقط، أو سطحياً، وهذه النظرة غير دقيقة، لأن اللعبة الشعبية فيها العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، ويمكن لقصة لاعب واحد غير متداولة في الإعلام أن تجذب عدداً كبيراً من المشاهدين إذا وظفها الكاتب بصورة درامية مثيرة ويقدمها المخرج بطريقة مناسبة.

هناك العديد من القصص يمكن للمؤلف أن يستلهمها من المدرجات، من غرفة ملابس اللاعبين، من ساحات التدريب، ومن المعسكرات الخارجية، في الطائرة،في الحافلة، وفي غيرها من الأماكن.

هناك مشاعر، أحزان، وأفراح، دموع وصراخ، وقرارات حاسمة تؤثر في مسيرة الفرد والفريق وجمهوره، وهناك صراع بين اللاعب وأفراد أسرته، وآخر داخلي يؤرق الرياضي نفسه ويجعله مرتبكاً أو كئيباً. هناك تضحيات شخصية تجلب الفخر للاعب نفسه ولأسرته ووطنه عندما يتحدى الصعاب ويحقق الإنجازات.


تحولت كرة القدم في دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا من الهواية إلى الاحتراف في موسم 2008-2009، وبعد هذا الموسم، تغّيرت الكثير من الأمور، منها عقود ممارسي اللعبة، حيث بدأ اللاعبون الموهوبون يحصلون على مداخيل لم تخطر في بالهم من قبل، وهذه القفزة كانت لها تأثيرات مختلفة على حياة اللاعب وأسرته، وكل لاعب تصرف مع هذه الطفرة المالية بطريقة مختلفة.


كرة القدم تعتمد على المنافسة، والصراع فيها يأخذ أبعاداً مختلفة، فغُرف ملابس اللاعبين وحدها يمكن أن تزود الكاتب بقضايا نفسية وصراعات داخلية كثيرة ربما تقود إلى دراما إنسانية خالدة ومؤثرة.

نأمل أن نرى قضايا كرة القدم الإنسانية والاجتماعية والنفسية في مسلسلات رمضان المقبل، ونراها في السينما المحلية، ونقرأها في قصص وروايات الكتّاب، فاللعبة الشعبية أكثر من مجرد منافسة بين فرق ومنتخبات، بل أبعد من ذلك بكثير، لذلك على صنّاع الدراما والمنتجين والمؤلفين أن يدخلوا هذا الحقل ويغوصوا في أعماقه، ليخرجوا درره من القاع إلى الشاشة، ومن السر إلى العلن.