الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المغامرون الشباب

مهما طال طيش الشباب في مرحلة ما من العمر، يحضر العقل غالباً عندما يتعلق الأمر بالمال، وتتحفز لديه غريزة البقاء بإسناد قوي من المادة والقروش.

التفاتة سريعة من حولنا.. داخل بيوتنا وبين مجالسنا مع الأهل والأصدقاء، نلاحظ كم من الشباب المندفعين نحو عالم المال والأعمال بحس مغامراتي عالٍ! فلا يهم إن كان الجيب مليئاً بخيرات العائلة أو خالياً إلا من أوراق المديونيات، ولكن الأهم هو اليوم كيف أحقق وفرة مالية بأقصر الطرق وأسرعها!

هذه النظرة الاندفاعية تلاقت مع الخط والنصيب عند البعض الشباب، فصنع مالاً وفيراً من مشروعات تبدو في ظاهرها بسيطة ولكنها تدر ربحاً كبيراً، إذ يجد ذلك الشاب نفسه محاطاً بكومة من الأرباح، فينظر إليه أقرانه بحماس ليغامروا بمشروعات دون تخطيط مسبق أو دراسة كافية، كأن يضاربوا في أسواق المال العالمية ويتاجروا بعملات البيتكوين فيجدوا أنفسهم من خسارة إلى أخرى ومن دين إلى ديون، وقد ينتهي به الحال من لقب «رجل أعمال».. إلى «خريج السجون».

التريث والمشورة وتسلق السلم هو الطريق الذي سلكه الحكماء من آبائنا الذين تلبّستهم روح المغامرة في زمن كانت خسائره لا تشبه خسائر وقتنا الحالي، ودولاب الحظ الذي يضرب مع أحدهم قد يخذلك بعبارة «حاول مرة أخرى»، فتجد نفسك كلاعب المونوبولي الذي يظن نفسه محتكراً النجاح بقوة، فتباغته الضربة القاضية ليكون في نهاية المطاف مطروداً بخسارة وبديون متراكمة عليها نسب الفوائد!

صحيّة هي حالة البحث عن عناصر دخل إضافية والفرص متاحة وبكثرة.. لكن لا يقتنصها سوى الذي يجمع روح المغامرة بالحكمة والحنكة والصبر.