السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

اللعبة لم تنتهِ

يتصدي عدد من وسائل الإعلام المؤثرة وبالتحديد الإنجليزية والموقف الرافض لبعض رموز كرة القدم العالمية، والموقف الشجاع الذي قامت به جماهير عدد من الأندية وفي مقدمتها نادي تشيلسي، التي قادت عملية الانقلاب فاتحاً الباب أمام انضمام أندية أخرى مثل مانشستر سيتي ويونايتد وتبعتها أندية أخرى، جميع تلك الخطوات عجّلت بإنهاء مشروع السوبر الأوروبي، الذي على الرغم من أنه لم يدم لأكثر من 48 ساعة فإنه شغل الأوساط الكروية في العالم بأسره.

كان واضحاً من فكرة المشروع أنه تجاري بحت، ويهدف إلى البحث عن مخارج لتغطية الديون المتراكمة على عدد من الأندية الكبيرة بسبب الجائحة، ولكن الحملة التي قادتها إنجلترا للحفاظ على إرث وعراقة البريمييرليغ أفسدت المشروع لعدة أسباب، وفي مقدمتها المكانة الاقتصادية الكبيرة للدوري الإنجليزي بالنسبة لبريطانيا، والذي يمثل قوة اقتصادية مؤثرة من الناحية الترويجية والإعلامية والسياحية، وجميعها جوانب مؤثرة في الاقتصاد الإنجليزي الذي كان سيتأثر بشكل كبير في حال اعتماد السوبر الأوروبي.

تصريحات المدربين غوارديولا وكلوب اللذين أعلنا رفضهما التام لفكرة السوبر الأوروبي، إلى جانب التحرك الإيجابي لجماهير نادي تشيلسي التي طالبت بالانسحاب من السوبر الأوروبي، كانت بمثابة الشرارة الرئيسية التي عجلت في نهاية حلم السوبر، الذي جعل الاتحاد الأوروبي يكتشف أن هناك نقطة ضعف واضحة في الدوري الأوروبي، يجب العمل على إصلاحها بأسرع ما يمكن، ومنها نظام البطولة الذي لم يعد جاذباً للجماهير إلا في مراحله النهائية إلى جانب تواضع المردود المادي للأندية المشاركة، ومن الإيجابيات التي أفرزتها زوبعة السوبر تحرك الحكومات ومساعدة الأندية للتخلص من مديونياتها، وبات مطلوباً من الأندية إعادة جدولة أولوياتها إذا ما أرادت الخروج من الأزمة المالية، من خلال ترشيد وتقنين عملية التعاقدات مع اللاعبين، والبحث عن استثمارات جديدة تفادياً لتكرار ما حدث في المستقبل.

كلمة أخيرة

زوبعة السوبر الأوروبي بدأت وانتهت في 48 ساعة، خسر فيها أصحاب المشروع، عندما اصطدم النموذج التجاري بالرفض الشعبي لتنتصر كرة القدم، ولكن اللعبة لم تنتهِ.