الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الهند.. وهجمة كورونا الشرسة

تزامناً مع عمليات التطعيم الواسعة النطاق ضد كوفيد ـــ 19 في الهند، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم 120 مليون شخص، اجتاحت الهندَ، موجةٌ ثانيةٌ شرسةٌ للفيروس ليرتفع عدد الإصابات اليومية إلى 300 ألف إصابة، مسجلة أكثر من ألفَي حالة وفاة في اليوم الواحد.

ومع وصول الوفيات إلى مستويات قياسية ــ حيث يصيب الفيروس عائلات بأكملها ويبيدها ــ تضطرُّ محارق الجثث في بعض المدن إلى إدارة أفرانها على مدار الساعة، والمستشفيات مكتظة بالمصابين، فيما يضطر بعضهم إلى الانتظار طويلاً لدخول المستشفى بسبب نقص الأَسِرَّة والأوكسجين.

وقال أرفيند كيجريوال، كبير وزراء ولاية دلهي عاصمة الهند، وإحدى المدن الأكثر تأثراً بالموجة الثانية:«إن نظام الرعاية الصحية في دلهي قد ينهار قريباً إذا لم يتخذ إجراء على الفور»، وأعلن الإغلاق التام للعاصمة حتى 26 من أبريل لوقف الانتشار، فيما تجاوز عدد الإصابات اليومية في المدينة 28 ألف إصابة.

ومع الهجوم المباغت للفيروس بشراسة أكبر وصل مجموع الوفيات في الهند من الإصابة بكوفيد-19 إلى 182000 حالة، وتجاوز عدد الإصابات 15 مليون إصابة، مؤخراً تجاوزت الهندُ البرازيلَ لتحتل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة من حيث عدد الإصابات بكورونا.

وأبرز عشر ولايات ساهمت بشكل كبير في ارتفاع عدد الإصابات اليومية هي ولايات ماهاراشترا وأوتار براديش ودلهي وكارناتاكا وكيرالا، وتشهاتيسجاره، ومادهيا براديش، وغوجارات، وراجستان وتاميل نادو.

كل هذا يجعلنا نتساءل: أين تتجه الهند في ملف كورونا؟، وما هي أسباب ظهور الموجة الثانية الخطيرة؟

بحسب الخبراء، فإن التهاون إزاء الفيروس، وظهور سلالات جديدة أكثر خطورة، وإقامة تجمعات دينية وسياسية (تشهد الهند حالياً انتخابات المجلس التشريعي في خمس ولايات) هي المسؤولة عن ظهور الموجة الجديدة.

وقد حث رئيس الوزراء السيد ناريندرا مودي الشعبَ في خطاب متلفز على اتباع إجراءات الوقاية من كوفيد-19، وناشد الشعب اتباع الضوابط والقواعد الخاصة بالفيروس لتجنب الإصابة به.

كما أكد رئيس الوزراء أن الإغلاق يجب أن يكون «الملاذ الأخير» للتعامل مع الوباء المتفشي، وقال: إن حكومته تبذل قصارى جهودها لزيادة الرعاية الطبية حيث تخوض البلاد من جديد «معركة كبيرة» ضد الفيروس.

ويقول الخبراء إن الاقتصاد الهندي الذي تكبد خسائر فادحة جراء الموجة الأولى من الفيروس، لن يتحمل إغلاقاً ثانياً صارماً على غرار الأول، ويبقى السؤال مطروحاً: كيف يمكن التغلب على التفشِّي مع استئناف الأنشطة الاقتصادية؟